Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

البشير: عودة المهدي رهينة بـ”التبرؤ” من إعلان باريس

الخرطوم 27 سبتمبر 2014 – أوصد الرئيس السوداني عمر البشير الباب نهائيا امام التفاوض مع حركات دارفور المسلحة في منبر باستثناء الدوحة، وقطع الطريق امام أي تحالف مع تنظيم الجبهة الثورية بعيدا عن مخرجات الحوار الوطني وبدا البشير في اول ظهور له بعد العملية الجراحية الاخيرة، حانقا على معارضيه، ورهن عودة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي الى البلاد بتبرؤه من اتفاق باريس الذي وقعه مع الجبهة الثورية.

l-omar_al-bashir-alfashir.jpgوابتعد البشير لاسابيع عن الانشطة الرسمية وغاب عن الظهور الاعلامي في اعقاب خضوعه لجراحة في مفصل ركبته اليسرى خلال اغسطس الماضي، قبل ان يخاطب السبت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم.

وشدد الرئيس السوداني على عدم التفاوض مع حركات دارفور بعيدا عن وثيقة الدوحة التي قال انها نهائية، كما ارسل رسالة الى الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، وقال ان الحكومة ليس لديها ما تقدمه اليهم بشأن المنطقتين سوى التسريح واعادة الدمج فيما يخص الترتيبات الامنية ودعاهم الى وضع السلاح والانضمام للحوار الوطني متعهدا بتوفير الضمانات الكافية لعودتهم.

وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي، اوصى في اخر اجتماعاته منتصف سبتمبر الجاري بعقد اجتماع للأطراف السودانية بأديس أبابا توطئة لانطلاق الحوار، واستئناف محادثات عاجلة لإقرار وقف عدائيات بالمنطقتين ودارفور.

وحث المجلس الحكومة السودانية على تسريع جهودها لتنفيذ تدابير بناء الثقة المتفق عليها، بما في ذلك الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والسجناء.

وقطع بأنه ينبغي أن تُجرى المفاوضات بشأن وقف الأعمال العدائية للمنطقتين “ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق”، ودارفور بصورة متزامنة إلا انه لم يقبل بدمج المحادثات الأمنية في مسار واحد كما طالبت الحركات المسلحة بذلك.

وأبلغ رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو أمبيكي الحكومة السودانية، باستئناف المفاوضات بينها ومتمردي الحركة الشعبية، في 12 أكتوبر على أن يلي ذلك بدء التفاوض مع الحركات المسلحة بدارفور في 15 أكتوبر للتوصل إلى وقف عدائيات يمهد الطريق لحوار سوداني شامل.

وقال البشير ان حكومته لن تسمح بعقد الجبهة الثورية تحالفات سياسية في الخرطوم، إلا عن طريق الحوار الوطني وأضاف “من يأتي للعمل السياسي ويضع السلاح مرحبا به لكن من يريد حمل السلاح والحرب في الميدان ثم يأتي للخرطوم لينشط سياسيا فلن نسمح بذلك “.

واشترط الرئيس السوداني لعودة الصادق المهدي إلى السودان بالتبرؤ و”الإغتسال” من “إعلان باريس” الذي وقعه مع الجبهة الثورية، وقال”مرحب بالمهدي في أي وقت لكن بعد ان يتبرأ مما وقعه في باريس”.

ولفت الى أن زعيم حزب الأمة وقع اتفاقا مع الجبهة الثورية لتغيير النظام، وان الجبهة الثورية أسست برنامجها على إسقاط النظام بالعمل المسلح، واردف “من يريد ان يسقط النظام بالعمل السياسي مرحبا به”.

وكان حزب الأمة القومي وقع في 8 أغسطس الماضي “إعلان باريس” مع الجبهة الثورية التي تضم تحالفا لحركات مسلحة بالعاصمة الفرنسية، تضمن الدعوة الى وقف الحرب والتسوية السياسية الشاملة.

وجدد البشير اصراره على إجراء الانتخابات في ابريل من العام 2015، قائلا “لن يكون هناك فراغا دستوريا ولن تكون هناك فوضى”، لكنه لفت الى امكانية الاتفاق على اعادة تشكيل الحكومة قبل الانتخابات واشراك الجميع فيها.

وشدد الرئيس السوداني على ان مشروع الحوار الوطني، لم يطرح من ضعف طالهم ولفشلهم ومحاولة البحث عن مخرج، واضاف “لا، نحن نموت كالنخل واقفين”.

وقال ان بعض الجهات اعتبرت الحوار فرصة لتنفيذ اجندة تغيير النظام واستغلال الحريات، وجزم بعدم اعطاء سقوفات للحوار او اتاحة الحريات المطلقة التي عدها فوضى تمس الأمن القومي، وتابع “الخرطوم لن تصبح مثل صنعاء”.

واسترسل “نقول لمن يطالبون بالحريات والحوار أن الحرية لها سقوف ولا توجد حرية مطلقة”، واضاف “لن نسمح بأي شي يضرب معنويات المقاتلين في الميدانين”. واشار الى ان كل القضايا التي تستوجب النقاش سيجري تداولها داخل قاعات الحوار.

فقدان عائدات النقد الاجنبي

في منحى آخر اقر البشير بفقدان البلاد لـ80% من عائدات النقد الاجنبي و40% من عائدات الموازنة بسبب انفصال الجنوب مشيرا الى ان كل العاملين في المجال الاقتصادي على المستوى الدولى والاقليمي والمحلي راهنوا على انهيار السودان بعد شهرين من الانفصال، واستدرك بالقول “لكن الحكومة لن تنهار”.

ورغم اعترافه بوجود مشكلة اقتصادية ووجود غلاء وزيادة في التضخم، إلا ان الرئيس زعم بان النمو كان ايجابيا وقال “الأرزاق بيد الله وليس في يد أمريكا او بترول الجنوب”.

وقطع بانهم لن يتنازلوا عن ارادتهم وعدم التعامل بانتهازية في سياساتهم الخارجية مشيرا الى ان التهديد للدول العربية متواصل قائلا ان العراق وسوريا “ضاعوا” واضاف “اننا مع المبادئ ليس لدعم او غيره”.

وشكر الرئيس السوداني الحكومة القطرية لوقوفها الى جانب السودان وتحملهم لمفاوضات دارفور والحركات المسلحة التي قال انها كانت في فنادق قطر بتكلفة عالية.

Leave a Reply

Your email address will not be published.