Saturday , 20 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

البشير يتهم جوبا بالسعى لاطاحته ويهاجم تحالف المعارضة السوداني

الخرطوم 12 فبراير 2012 —شن الرئيس السوداني عمر البشير هجوماُ عنيفاً على حكومة دولة جنوب السودان و اتهمها بمحاولة إسقاط النظام الحاكم فى الخرطوم، في احدث تصعيد بين البلدين عقب توقيعهما لاتفاق امنى فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا يوم الجمعة.

الرئيس السوداني عمر البشير - يسار - و نظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت - يمين - خلال قمة الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا الشهر الماضي
الرئيس السوداني عمر البشير – يسار – و نظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت – يمين – خلال قمة الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا الشهر الماضي
و اعتبر البشير الذى كان يتحدث من مناطق للسدود فى شرق البلاد امس الأحد قرار حكومة الجنوب بوقف تصدير نفط عبر السودان بمثابة “انتحار” للدولة الوليدة.

و يعيش السودان و جنوب السودان أجواء متوترة عقب فشل البلدين في التوصل لاتفاق حول رسوم عبور نفط الجنوب عبر الشمال. و تفاقمت الأزمة بعد قرار جوبا وقف انتاج النفط رداً على قيام الخرطوم بأخذ حصتها عيناً من البترول المصدر عبر اراضيها.

و دمغ البشير دولة الجنوب و المعارضة السودانية بالعمل مع من اسماهم الاعداء بالخارج ضد السودان. قائلاً بان الحلف الصهيوني الصليبي يقف ضد السودان بالخارج بينما يمثله في الداخل أحزاب جوبا وتجمع “كاودا”، واعتبرهم ملة واحدة.

و تتهم الخرطوم دولة الجنوب بدعم المتمردين في ولايات جنوب كردفان و النيل الأزرق السودانية، و تبدى انزعاجاً واضحاً من اي تقارب بين جوبا و احزاب المعارضة السودانية. بينما تنفي جوبا دعمها لمتمردي الولايات الحدودية في السودان و الذين تربطهم صلات تاريخية بحزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان.

و كان البلدين قد وقعا يوم الجمعة اتفاقاً لمنع العدائيات على الحدود في محاولة لتخفيف حدة التوتر و التحذيرات المتبادلة بالعودة للحرب.

واعتبر الرئيس السودانى الانجازات التى تحققها حكومته مدعاة لغضب دولة الجنوب وقال فى خطابه بعد تفقده سدي اعالي نهري عطبرة وستيت بولاية القضارف شرق السودان (نحن كل ما نمشي لقدام وكل ما نعمل انجاز اخواننا البغادي ديلك بيزيد وجعهم وبيزيد ألمهم) وتابع (بنورم فشفاشهم ان شاء لله ونفقع مراراتهم، لانو كل ما نعمل حاجة هم بيزعلوا، وان شاء لله كل يوم حنزعلهم)

وقال البشير ان الجنوب يسعى لعرقلة تقدم السودان، مستشهداً باغلاق خط البترول الناقل عبر الشمال فى محاولة منهم لاسقاط نظام الحكم. واردف (قالوا لما يقفلوا بترول الجنوب الناس هنا حتموت والحكومة حتسقط خلال شهرين)

وابدى قناعته بان الله وحده يسوق الرزق وان البشر ليس بمقدورهم التحكم فيها، وتساءل البشير عن تراجع الدولار امام الجنيه السوداني عقب وقف ضخ البترول، ومضي يقول ” قفلوا الانبوب انتحروا، ومصدر رزقهم كله هو البترول”

و كانت اسعار العملات الاجنبية قد سجلت انخفاضاً مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازية “السوداء” بعد انباء عن تسلم الخرطوم لقرض بلغ ملياري دولار من دولة قطر. و ظل الجنيه السوداني قبلها يسجل انخفاضاً متواصلاً في قيمته مقابل العملات الاجنبية نتيجة للأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد عقب استحواذ دولة جنوب السودان على اكثر من ثلاث ارباع موارد السودان النفطية عند استقلالها في يوليو العام الماضي.

و يعتمد اقتصاد الدولتين بدرجة كبيرة على ايرادات النفط الا ان الجنوب الذي يفتقر للبنيات التحتية بفعل عقود الحرب الطويلة مع السودان يعتمد على السلعة بدرجة اكبر.

و ارجع البشير فضل استخراج بترول الجنوب لحكومة الانقاذ، مشيراً الي انها استخرجته بعد قتال وتقديم عدد من الشهداء في سبيله. و نوه الرئيس السوداني الى ان الجنوبيين حاولوا المن بالبترول وعرضوا على الشمال منحه وقال غاضبا (طلعناه جوا يمتنوا بيهو علينا، قالوا عاوزين يدونا منحة، نحن يد عليا وحنظل يد عليا، وما حنكون يد سفلى ان شاء لله، ما حا نقبل منحة منهم، عندنا حقوق عندهم اما يدفعوها او نأخدها او يقفلو الانبوب دا، ومحل ما يودوه يودوهو)

وقطع الرئيس السودانى بان ابواب الزرق مفتوحة مستدلاً بعائدات الذهب، وقال “شوفو الذهب دا، ما عملتو الحكومة ولا جابتو الانقاذ، ومن الله خلق السودان الذهب موجود، الذهب دا ما طلع الا اسه ليه؟” معلناً دخول (2) مليار وخمسمائة مليون دولار من عائد الذهب الي خزينة الدولة.

واعلن البشير رغبة بلاده في العودة الي الزراعة وتطويرها ورفع عائداتها، قاطعاً بتحقيق كل ما قيل عن حزم تقنية ونهضة زراعية و مؤكداً التوسع في الزراعة افقيا وراسياً الي جانب العمل في الصناعة والتعدين.

Leave a Reply

Your email address will not be published.