الخرطوم وجوبا تتعهدان بوقف التصعيد وقمة بين البشير وسلفاكير بأديس أبابا

الخرطوم 1 يناير 2015 ـ اتفق السودان وجنوب السودان، الخميس، على وقف التصعيد الإعلامي والتصريحات السالبة بين البلدين، وتنفيذ اتفاقات التعاون وإزالة الخلافات، على أن يعقد الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت قمة على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا لتجاوز القضايا العالقة.

وكانت كل من الخرطوم وجوبا قد تبادلتا الاتهامات بدعم وإيواء متمردي الطرف الآخر، واتهم مدير جهاز الأمن السوداني خلال ديسمبر الماضي، جنوب السودان بتمويل وإيواء الحركات المسلحة ولوح بملاحقة المتمردين في أي مكان، وهو ما عدته جوبا بمثابة إعلان حرب.

وتلقى الرئيس السوداني عمر البشير، الخميس، رسالة من نظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت، وأكد ضرورة تنفيذ الاتفاقات التعاون بين البلدين، بينما نقل وزير خارجية جوبا الذي حمل الرسالة أن الرئيسين أبديا الحرص على إزالة خلافات البلدين.

وجدد البشير حرص السودان ودعمه لاستقرار دولة جنوب السودان، ودعا لدى تسلمه رسالة سلفاكير من وزير خارجية الجنوب برنابا بنجامين ببيت الضيافة، ظهر الخميس، لأهمية العمل على تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين لمصلحة شعبيهما.

ورأس وزير الخارجية الجنوبي وفد بلاده المشارك في احتفالات السودان بالذكرى الـ 59 للاستقلال.

وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية عبيد الله محمد عبيد الله إن البشير أبدى ارتياحه للجهود التي بذلت لجمع الفرقاء في جنوب السودان ودعا الفرقاء للحوار وحل القضايا واحترام الشرعية القائمة برئاسة سلفاكير وتجاوز الظروف والتحديات التي تواجه الدولة الوليدة.

وأكد عبيد الله أن البشير أمن على أهمية إعادة النظر والتركيز في الاتفاقيات “التي تحتاج إلى دفعه قوية من القيادة في البلدين لتنفيذها على أرض الواقع”، مبينا أن العلاقات التي تربط البلدين علاقة تاريخية وأزلية وجغرافية.

وأبان أن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا والهموم المشتركة والتنسيق في المواقف الإقليمية والدولية وأوضح أن هناك الكثير من المحاولات لاستهداف القادة الأفارقة، وأن السودان يسعى عبر الآليات والاتحاد الأفريقي للتعاون والعمل المشترك لتحقيق السلام في جنوب السودان وتفادى المحاولات التي تؤدي إلى تأزيم المشكلة فيه.

وقال عبيد الله إن اللقاء اتسم بالحميمية الشديدة والصراحة والوضوح لافتا إلى أن رسالة سلفاكير للرئيس البشير تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية والتنسيق والتعاون المشترك في المستقبل وأضاف أنه سيتم استكمال بقية القضايا بلقاء يجمع بين البشير وسلفاكير على هامش القمة الأفريقية التي ستعقد بأديس أبابا.

وأبدى أمله في أن يشهد الجنوب استقرارا، وقال “سندعم هذا الاتجاه بقوه وسيكون هناك دعوة لعدم التصعيد الإعلامي والتصريحات السالبة”.

من جانبه قال وزير خارجية جنوب السودان “إنه سلم البشير رسالة خطية من سلفاكير تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك بجانب تهنئة الشعب السوداني وحكومته بذكرى الاستقلال المجيد”.

وأشار إلى أن اللقاء مع البشير تطرق إلى أهمية التعاون الثنائي، وزاد “نحن نعتبر السودان شقيق لنا” وأفاد أن رئيسي البلدين حريصان على التعاون لتحقيق السلام والاستقرار وإزالة كافة الخلافات بين البلدين، وعبر عن سعادته لكونه أول وزير خارجية يلتقي البشير في العام الجديد”.

وأضاف برنابا أن البشير كلفه بنقل تأكيداته لسلفاكير بأنه سيعمل على حل كل المشاكل وتنفيذ كافة اتفاقيات التعاون المشترك والتي تأخرت في التنفيذ.

وأعرب عن أمله أن تنعم الخرطوم وجوبا بالأمن والاستقرار، وتابع “إن البلدين يحتاجان الآن للسلام أكثر من أي وقت مضى للاستفادة من الامكانات التي يذخران بها”.