Friday , 19 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

سلفاكير ينهي زيارة للخرطوم .. والبشير يعلن إستمرار تدفق نفط الجنوب عبر موانئ الشمال

الخرطوم 4 أغسطس 2013 ـ أنهي رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميار ديت الثلاثاء زيارة للخرطوم قدم خلالها مجموعة من القرابين لتحسين علاقة بلاده والسودان ، إبتدرها في المطار بإنحناء مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني ، وختمها بإعلانه أن جوبا وافقت على مقترحات الإتحاد الأفريقي بشأن ابيي لكنها في انتظار الخرطوم لحل الأزمة حنى ينعم مواطني ابيي بحقوق المواطنة ، ناسفاً بذلك أعلانات سابقة بأن دولة الجنوب ترتب لإقامة استفتاء المنطقة المتنازع عليها في إكتوبر المقبل.

سلفاكير ينحني أمام العلم السوداني في فاتحة زيارة للخرطوم ـ إرشيف
سلفاكير ينحني أمام العلم السوداني في فاتحة زيارة للخرطوم ـ إرشيف
وإنحنى رئيس جنوب السودان ـ على نحو مفاجئ ومؤثر ـ أمام العلم السوداني، لدى تفقده حرس الشرف، ما اضطر الرئيس السوداني عمر البشير لانتظاره ومواصلة المراسم، في ثاني زيارة له إلى السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو 2011م.

وبحسب البروتكول فإن البشير قاد سلفاكير إلى البساط الأحمر لتفقد حرس الشرف بلباسهم المميز، وكان الرئيس الجنوبي هو الأقرب إلى صف الحراس، وعند وصوله الى قائد الصف الذي كان يحمل العلم، سارع الى الانحناء مظهراً إحترمه للعلم الذي عمل تحته خدمته عقوداً قبل انفصال جنوب السودان.

ويبدو أن سلفاكير رمى الى إيصال عدد من الرسائل ، التي يمكن أن تذيب جليد العلاقات بين الخرطوم وجوبا، التي كان طابعها التوتر الذى وصل أحياناً الى درجة .

وصدح السودان وجنوب السودان بفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين ، وتنفيذ واحترام اتفاق التعاون الموقع بين الخرطوم وجوبا في اديس أبابا سبتمبر 2012 وتعهد الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت بعدم دعم وإيواء المتمردين وفتح الحدود امام حركة التجارة والمواطنين بالاضافة.

وتحاشا الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت الذي وصل الثلاثاء الى الخرطوم واجرى مباحثات ناجحة حول القضايا العالقة واتفاق التعاون الدخول في نقاشات بشأن قضية ابيي والحدود لكنهما اكدا المضي قدما في الوصول الى حلول ترضي الطرفين.

واعلن البشير استمرار انسياب نفط جنوب السودان عبر الاراضي والمنشآت السودانية دون اية عوائق على حدود مرنة وآمنة ووصف مباحثاته مع كير في الخرطوم بالعلامة الفارقة في العلاقة بين البلدين.

واضاف البشير الذى بدت عليه علامات الرضا ” تمكنا واتفقنا على ازالة كافة العقبات وتطبيق اتفاق التعاون بصورة كاملة دون ان نحتاج الى دعم خارجي وعبر الاتصال المباشر ” .

وأعرب البشير في تصريحات صحافية عن امله في عودة العلاقات الى طبيعتها، وزاد ” لازالت شعوبنا تنظر الى السودان الموحد وجدانيا على الرغم من انفصاله سياسيا ودبلوماسيا”.

وأكد البشير في الجلسة الافتتاحية احترام السودان للاتفاقيات المبرمة مع جنوب السودان والتزامه بتنفيذها بروح المسئولية والإرادة السياسية كحزمة واحدة وباتساق تام بين كافة مكوناتها وبنودها.

وجدد التزام الخرطوم بعلاقات حسن الجوار مع جوبا، واحترام سيادتها كدولة جارة، تمتاز بعلاقات ذات خصوصية.

ودفع البشير بمقترح تشكيل اللجنة الوزارية العليا المشتركة ولجنتها التنفيذية لتنسيق ومتابعة أعمال كافة اللجان المشتركة ،التي تزيد عن ثلاثين لجنة وآلية مشتركة حسب مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات

وقال ان السودان حريص على “تجاوز عثرات الماضي والانفتاح علي مستقبل يليق بشعبي البلدين”، مشددا على اهمية تحديد الخط الصفري للامن بالنسبة للحدود وتبادل المنافع من تجارة ونفط وحركة الرعاة.

. وقال “ان الالتزام بوقف الدعم والايواء لحركات التمرد هو الوسيلة الأنجع في عملية بناء الثقة بين البلدين”، مؤكداً عزم السودان على إيجاد حل نهائي ومرضي لكافة الاطراف في أبيي بما يضمن تعايشا سلميا بين مكونات المجتمعات المحلية توطئة لايجاد تسوية نهائية للمسألة “.

وأشار إلى ضرورة حل أزمة المنطقة المتنازع عليها حتى لا تكون خنجرا في خاصرة علاقات البلدين مستقبلا”.

وأكد البشير التزام السودان بالشروع الفوري في ترسيم الحدود المتفق عليها وفقا لاتفاقيات التعاون والعمل على تسهيل إكمال فريق الخبراء الافارقة لمهامهم بشأن المناطق المتنازع عليها.

ولفت إلى اهمية مساعدة الطرفين للأليات الإفريقية التي اقترحتها لجنة أمبيكي والمتمثلة في آلية تحديد الخط الصفري ،وآلية وقف الدعم والايواء على إنجاز مهامها في اقرب وقت وفقا لخطة عملها.

وأضاف “نحسب اننا الآن على اعتاب مرحلة جديدة يحدونا الأمل في أن نسلك طريقها القويم بتنفيذ كافة إتفاقيات التعاون بيننا بجدية ونزاهة وصبر”.

وأكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة لعلاقاتها مع الخرطوم واغلاق الصفحة القديمة بتنفيذ كل ما اتفق عليه الطرفان في مصفوفة التعاون التي وقعا عليها العام الماضي في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا.

وأعلن كير استعداده الكامل لاتخاذ كافة الاجراءات لتاكيد حرص بلاده على عدم دعم وايواء متمردين امن السودان، حسب الاتهامات الأخيرة، واضاف ” وردتنا إتهامات من قبل الخرطوم لكن وفقا للواقع فان بلادنا لاتدعم الحركات المعارضة ولاتوفر لها الايواء وانا على استعداد للوفاء بوعدي في هذا الصدد وانا هنا لااريد ان ادافع عن نفسي”.

وطالب الخرطوم بفتح الحدود وانسياب التجارة، وأكد استعداده لتنفيذ ذلك خلال 24 ساعة وقال ” السودان هو الذي اغلق الحدود من جانبه ونحن لم نفعل ذلك ” وتابع ” لانريد ان تكون هذه الاتفاقات على الكتب سنعمل لتنفيذها بشكل كامل ونحن نأتي من اجل ذلك”.

ورأى سلفاكير ان البلدين يجب ان لا يكونا في حالة تأهب ونذر حرب ويجب ان يوفرا الخدمات لمواطنيهما لانهم يواجهون كوارث في الفيضانات وغيرها واضاف ” لانريد ان نرى المواطنين يعانون ونحن لانتمكن من مساعدتهم”.

ونوه كير بان قضية أ بيي لن تكون عائقاً امام البلدين، لكنه أشار الى ضرورة تنفيذ قرار المحكمة الدولية بشأن المنطقة الى جانب مقترحات الاتحاد الافريقي واتفاق السلام الشامل وبرتكول ابيي.

وقال “لاخيار غير ذلك كي يتمتع مواطني ابيي بحقوق المواطنة ” وأضاف ان جوبا قبلت مقترحات الاتحاد الافريقي وتتنظر موافقة الخرطوم على تلك المقترحات.

وومضى كير إلى القول : “فيما يتعلق بالحدود هناك مشكلة سوء فهم حصل عندما بدأت بعثة الترسيم الافريقية في المناطق الحدودية وحدثت بعض الحساسيات ولكني ابلغت نواب البرلمان بالتوجه الى مناطقهم واعطاء المعلومات للمواطنين حول ترسيم الحدود ومساعدة البعثة الافريقية على انجاز اعمالها”.

ورأى رئيس جنوب السودان ان فتح الممرات والمعابر الحدودية سيؤدي الى انتعاش التجارة الحدودية بين البلدين وقال ” مواطني جنوب السودان ينتظرون التجار السودانيين بصبر نافذ لنقل البضاعة الى هناك للمستهلكين “.

واتفق السودان وجنوب السودان بحسب بيان صادر عقب نهاية المباحثات على تسهيل ودعم مهمة الآليات الواردة بمقترح رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى الرئيس تابو مبيكي بتاريخ 9 يونيو 2013م بشأن تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح .

ووقف الدعم والايواء للحركات المتمردة حتى تستكمل عملها في اطار خطتها في هذا الشأن، باعتبار أن مهمتها جوهرية وحيوية لاستتباب الأمن على الحدود وتحديد المعابر بما يسمح بانسياب حركة المواطنين والبضائع والنفط بالاضافة لحركة الرعاة والمزارعين عبر الحدود.

وطبقاً للبيان إن البلدين إتفقا على المخاطبة المشتركة للمجتمع الدولي، بدعم من الآلية الافريقية رفيعة المستوى، لإعفاء ديون السودان ودعم التنمية فيهما.

وأكد الجانبان على أهمية الاستمرار في الحوار البناء، والفاعل لحل ما تبقى من قضايا، وتشمل قضية أبيي وموضوع الحدود، وأمّنا على أهمية التوصل لاتفاق عاجل بشأن تشكيل المؤسسات المدنية الانتقالية بمنطقة أبيي بما يمهد الطريق للرئيسين للتوصل لتسوية نهائية بشأنها.

كما اتفقا على تسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة لحل قضية المناطق المتنازع عليها والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها.

وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال بالبلدين، حيث ضم الوفد المرافق لسلفاكير مجموعة من أعضاء اتحاد أصحاب العمل ورجال الأعمال بجنوب السودان.

وعبر الجانبان عن أملهما في أن تمثل مخرجات الزيارة علامة فارقة ودفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وفي هذا الصدد يدعو الجانبان منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في البلدين للعب دور ايجابي لدعم أهداف الاستقرار المنشود لمصلحة شعبي البلدين.

وأعرب الجانبان كذلك عن امتنانهما لدعم وتشجيع المجتمع الاقليمي والدولي لجهود تطبيع العلاقات بينهما، ويخصون بالشكر الاتحاد الافريقي ممثلاً في الآلية الافريقية رفيعة المستوى ومجلس السلم والأمن الافريقي وبعثة اليونسفا.

وقال وزير الخارجية علي كرتي، للصحفيين عقب وصول رئيس جنوب السودان، إن الزيارة تفتح الباب لعلاقات جديدة بين الخرطوم وجوبا لتجاوز العقبات التي ظلت تؤثر على مساراتها.

وأضاف “أن الأجواء مناسبة، ونعتقد أن الرئيس سلفاكير جاء بنوايا طيبة كما سمعنا قبل الزيارة وخلال حديثه في ترحيب الرئيس به.

لكن كرتي رأى في رده على استفسارات الصحفيين أن زيارة يوم واحد ليست كافية لحلحلة كل القضايا، وقال إن مثل هذه الزيارة مطلوب منها إبداء حسن النوايا وحلحلة بعض المسائل الأساسية وقال ان هناك اسباب حقيقية تجعله اكثر تفاؤلا.

وقال وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بجنوب السودان السفير شارلس ميانق ان البلدين تجاوزا العقبات التي اعترضت تنفيذ اتفاق التعاون والقضايا العالقة وهناك تفاؤل كبير .

وقال ميناق للصحفيين ” نحن كدبلوماسيون لانعترف بالعقبات ويجب ان نمضي في تبادل المنافع حتى وان حدثت التوترات في بعض القضايا”.

وقال وزير رئاسة الجمهورية ادريس محمد عبدالقادر في تصريحات صحفية ” كل الاتفاقات التي ابرمت سيتم الشروع في تنفيذها بشكل ، ومضى سنعمل منذ هذه اللحظة على تطبيق الاقوال الى افعال.

وعقد رئيس جنوب السودان لقاءات منفصلة مع زعماء القوى السياسية ابرزهم الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل محمد عثمان محمد المرغني ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي وزعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب ورئيس تحالف المعارضة فاروق ابوعيسى.

وقال الترابي للصحفيين عقب لقاء سلفاكير انه تحدث مع رئيس جنوب السودان حول الهموم المشتركة التي تخص الشعبين واضاف ” انا اكثر استبشارا بمصائر الشعبين ” وتابع ” الآن ادركا أن علاقتهما اوثق مما كانا يريدانه يوم تفاصلا “.

Leave a Reply

Your email address will not be published.