Wednesday , 24 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

غازي: جهات تسعى لمنع التغيير والحوار الوطني سيتحول لصفقات ثنائية

الخرطوم 10 مايو 2015 – قال رئيس حركة “الإصلاح الآن” بالسودان، إنه واثق للغاية من إمكانية حدوث “التغيير الموجب” في الساحة السياسية، رغم محاولات جهات عديدة للحيلولة دونه، ورجح انتهاء الحوار الوطني بشكله الحالي الى “صفقات ثنائية” متهما الحزب الحاكم بالسعي الى تسجيل مواقف وصفها بـ”الوهمية” عبر تأكيد نافذيه عدم نقل الحوار الى الخارج.

قادة
قادة
وأوضح غازي صلاح الدين الذي يتزعم حركة “الإصلاح الآن” المنشقة عن المؤتمر الوطني الحاكم، لـ”سودان تربيون”، الأحد، أن بعض القوى التي ليس لديها مصلحة في التغيير الموجب، تسعى الى منع أي حراك، وأضاف “قد تكون قوى سياسية أو اجتماعية، وقد تكون قوى مرتبطة بالسلطة أو خارجها”.

وانشقت حركة “الإصلاح الآن” من الحزب الحاكم في أكتوبر 2013 عقب مذكرة رفعتها قيادات بارزة احتجت على مقتل العشرات في احتجاجات سبتمبر ضد رفع الدعم الحكومي عن المحروقات، وأعلنت الحركة التحول الى حزب سياسي قبل عام، بعد عقد مؤتمرها التأسيسي وانتخاب أجهزتها الحزبية.

وأبدى غازي تفاؤله بالتغيير سيما ” بعد تنامي الوعي والتعليم وتفتق عبقرية المواطن في المقاومة والابتكار”.

ودعا الى فضح التحركات التي تستبطن موقفا سلبيا تجاه اتساع القاعدة السياسية والتوافق الوطني ووحدة الجبهة الداخلية، وأضاف “بتفتيح هذه المسارات في العمل السياسي أنا متأكد أن التيار سيغمر كل النتؤات في الطريق ويحصحص الحق”.

وتابع “نحن نعتبر انفسنا في حركة (الإصلاح الآن) عامل مساعد، في المسارعة الى تلك الغاية، بالتالي أنا على المدى البعيد متفائل وأرى امكانية البناء على هذه التحولات الايجابية وتوجيهها الى المكان الصحيح”.

الحكومة والثقة الزائدة

وردا على موقف حركته من الحكومة المقبلة بعد اكتسابها الشرعية الانتخابية، وجنوح بعض نافذيها الى مخاطبة الاخرين بلغة استعلائية، قال غازي “هذه ثقة زائدة من الحكومة.. هي دخلت في مشروع خطأ – في اشارة الى الانتخابات- وأنا متأكد أنه ثبت لديها أن الانتخابات كانت فاشلة، ولا تعبر عن إرادة حقيقية للشعب السوداني”.

وأشار الى أن الحكومة تريد أن تكتسي بثوب الثقة الزائدة الذي قال إنه “لن ينجيها في ظل حقائق وواقع سيحدد المصائر”.

واسترسل “الواقع يقول إن هناك حربا مستمرة، والوضع الاقتصادي سيئ ولا توجد آفاق للحلول.. الحقائق تتحدث عن أن العلاقات الخارجية مأزومة”.

وشدد على “أن تلك الحقائق لا يمكن معالجتها من خلال “إدعاء أو تظاهر بأنه لا توجد مشكلة أو أننا نتقدم، وأننا نكتسب أراضٍ جديدة وننجح.. هذا خداع للنفس”.

وبشأن الموقف من الحوار الوطني ورفض الحكومة عقده بالخارج، قال غازي صلاح الدين، للصحفيين، إن ذات التصريحات لنافذي الحزب الحاكم “ليست سوى محاولة لتسجيل مواقف وهمية” ، مؤكدا أن القوى الحاملة للسلاح نفسها لم تطالب بنقل الحوار للخارج لكنها دفعت بمطالب موضوعية تمثلت في عقد جلسة خارج للبلاد للاتفاق على الإجراءات والقواعد التي ينطبق على أساسها الحوار.

وأضاف “بالتالي ترويج هذه القضية وصناعة المعركة حولها هو تكتيك، وهمي لاعطاء الانطباع بأن هناك موقف وطني وموقف غير وطني، هذا غير صحيح، الموقف غير الوطني هو الرافض والمشوه للحوار”.

صفقات ثنائية

وأكد رئيس حركة “الإصلاح الآن” أن حركته ليست بمعزل عن مشروع الحوار الوطني، قائلا إن لديها اتصالات بقوى حزبية لكن ليس بالضرورة أن تكون مع اللجنة التي صنعتها الحكومة في إشارة الى آلية 7+7″ بتكوينها الجديد.

وقال إن الحوار الوطني بشكله الحالي وبعد مرور أكثر من عام على إنطلاقه سينتهي في النهاية الى “صفقات ثنائية” وأضاف “ليس بالضرورة أن ينتهي بين الشعبي والوطني لكن الوطني يسعى لإلحاق القوى السياسية بموقفه هو، لتشكيل الحكومة ليكسب منه مشروعية”.

ولفت الى أن حزبه “لا يرفض مبدأ الحوار لكنه لن يقبل به تحت سيطرة المؤتمر الوطني، وأن يكون مستقلا لأن الحكومة والمؤتمر الوطني طرف في النزاع وبالتالي لا يعقل أن يملي هو متى يبدأ الحوار ومتى ينتهي”.

وأضاف “الحوار هذا أوقف من قبل الوطني قبل الانتخابات والآن يستأنف من قبله بعد الانتخابات.. الوطني حاول تغيير تركيبة لجنة “7+7″ وهذا التغيير غير معترف به من آلية الحوار الأفريقية ولا من القوى السياسية الأخرى”.

وقال “يمكنك أن تحكم بعد ذلك.. هل الذي يجري عملية سياسية حقيقة تحمل مضامين ومرتكزات ومبادئ وتفضي الى اجماع وطني بين القوى السياسية وتأسيس بنية السياسة السودانية من جديد أم أنه مجرد عملية سياسية لإكتساب مشروعية موهومة”.

نقد ذاتي

وكان غازي صلاح الدين قدم خلال اجتماع لمجلس شورى الحركة السبت ورقة نقدية لأداء “الاصلاح الآن” خلال عام من تأسيسها، وأقر خلالها بأن حركته واجهات صعوبات في التأسيس، كما عانت صعوبات مالية لكنها نجحت برغم ذلك في إحداث حراك بالمسرح السياسي واقامة علاقات مع القوى الساسية داخل السودان وخارجه.

وطبقا للورقة “فإن أكبر اخفاقات الحركة تمثلت في أن الجهاز التنفيذي، لم يستطع أن يحيل المكتسبات السياسية، الى مكتسبات بشرية، وتنظيمية على أرض الواقع”.

وأكد غازي في مؤتمر صحفي أن الحركة لم تتمكن من بناء قاعدى واعتمدت على البناء الفوقي.

وشدد على أن حركة الاصلاح منفتحة لكل السودانيين، ولا ضرورة ان ينضم اليه إسلاميين أو علمانيين وتشترط الاستقامة فقط.

وكشف غازي أن ميزانية حركة “الإصلاح الآن” للعام الماضي بلغت 650 مليون جنيه، بينما تبلغ للعام الحالي 1,6 مليون جنيه.

وشكا من مواجهة حركته أزمة مالية وشدد على أنها لاتتلقى دعم أو تبرعات من أي جهة وتعتمد على مبادرات عضويتها الطوعية.

وقال “ندعو عضويتنا من الآن الى المساهمة المالية وسوف تكون من شروط العضوية الكاملة، ولا ضير في أن يشارك الوطنيين ويساهموا في دعم الحزب.

Leave a Reply

Your email address will not be published.