Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

نفير: كل القوه التطعيم جوه

بقلم مجدي الجزولي

4 سبتمبر 2013 – أعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في نشرة صادرة الأحد الماضي أن حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) اتفقتا مبدئيا على قيام حملة تطعيم الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة في جنوب كردفان والنيل الأزرق في أكتوبر القادم. تنازلت الحركة بحسب النشرة عن مطلبها أن تقوم الحملة عبر الحدود الدولية من كينيا وأثيوبيا ولا تعبر الأراضي السودانية، والحكومة وافقت أن يتصل التطعيم في مناطق الحركة ببرنامج التطعيم القومي في ذات الفترة. ذكرت نشرة الأمم المتحدة أن الاتفاق لم يحدد تواريخ بعينها لقيام الحملة وصمت عن التفاصيل “الشيطانية” الخاصة بوقف إطلاق النار، الهدنة التي بخسها المتحدث باسم القوات المسلحة باعتبارها “تكتيكات” تمرد لا تستحق الاعتبار، ظل يبشرنا بالحرب ولم يجد في نفسه فسحة لبشرى التطعيم، ويا صوارمي قول وقف إطلاق النار..آمين.

تستهدف حملة التطعيم 160 ألف طفل تحت عمر الخامسة في المناطق الخاضعة للحركة الشعبية انقطعت عنهم الأمصال منذ بداية هذه الدورة من الحرب في 2011، وقد اقترحت الحركة من قبل أن تكل الأطراف المعنية الأمر إلى القوة الأممية في أبيي، القوات الأثيوبية التي أصبحت لهذا السبب وذاك جوكر الحدود بين السودانين، تحرس وتراقب وتطعم. قال مارك كتس، مدير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الخرطوم، لأجهزة الإعلام مؤخرا: “إن طلبنا وضع بضع قطرات من مصل الشلل في أفواه الرضع والأطفال، لكن بعد عامين من المفاوضات تعسر حتى هذا الطلب على التحقيق.” يا مارك الصبور طويل البال، لا تقنط من رحمة الله، فقد خرج لمهمة مثلها متطوعو نفير، سدوا فرقة الأمطار والسيول، وهم قادرون على مد سلسلة التبريد لحفظ الأمصال عبر خط النار صناعة للوطن بإبرة التطعيم.

للحركة شك عظيم في مفوضية العون الإنساني، لكن للوطن غيرها من هم أبر به، والنداء لجماعة نفير أن تنهض للتطعيم في جنوب كردفان والنيل الأزرق، تعبر خط النار بحر مال السودانيين لتجعل من هدنة السلاح فرصة لمد قماشة الوطن حيث تهتكت بالحرب ولن يتعسر على الدفار الذي وصل المرابيع أن يكسح ويمسح شلل الأطفال في جنوب كردفان والنيل الأزرق. راكم طلبة بلادنا تجارب طويلة تعود إلى الخمسينات في العمل الطوعي لم تنقطع قوافلهم الصحية والإرشادية قط، وغيرها في التسعينات القريبة تجربة مشروع “القرية السودانية” في قرى الفاو والجزيرة حيث تعاون طلبة الزراعة والبيطرة والطب مع زملائهم المتطوعين من خارج البلاد على خدمة الأهل بقليل المال وواسع الخيال.

شكت زعيمة حق هالة عبد الحليم مؤخرا من حال المعارضة، وقالت “غافلة” و”عاجزة”، ما يصح ربما على أعضاء النادي السياسي أما الحركة السياسية فشأن آخر كما ظل يشرح المرحوم محمد ابراهيم نقد، بهتتها هالة بغير برهان. ستجد نفير إن قامت لمهمة التطعيم أن لها أخواتا وأخوانا في الوطن في الروابط الاقليمية التي ظلت تحتضن الجامعات وأحياء العاصمة، فلتنهض معهم، روابط النوبة والحوازمة والمسيرية والأنقسنا وكل راغب، لعبور خط النار بالمصل البارد، كل القوه التطعيم جوه!

Leave a Reply

Your email address will not be published.