Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الامن السودانى يمنع ” الانتباهة” من الصدور بسبب مقال ناقد للحكومة

الخرطوم 5 يونيو 2012 — حظرت السلطات الامنية السودانية توزيع عدد الاثنين من صحيفة “الانتباهة” اليومية بسبب ماقالت انها انتقادات حادة صوبتها الصحيفة الى الحكومة السودانية وسياسياتها الاقتصادية السياسية الاخيرة.

وقال رئيس مجلس ادارة الصحيفة الطيب مصطفى ان جهاز الامن السوداني منع الصحيفة من توزيع عدد الاثنين بسبب انتقادها للوضع السياسي في البلاد ولخطة الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات. وتعتبر صحيفة الانتباهة من اكثر الصحف توزيعا في السودان.

وقال الطيب مصطفى في تصريح “بعد الانتهاء من طباعة عدد الاثنين حضر الى المطبعة ضابط من جهاز الامن، وقال بانه لن يكون بامكاننا توزيع عدد الاثنين بسبب مقال كتبته انتقدت فيه الوضع السياسي في البلاد، وخطوة الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات”. كما هاجم مصطفى فى مقاله اللاذع اعادة تفويض الرئاسة السودانية لوفد الحكومة السابق ليدير مفاوضات جديدة مع دولة الجنوب فى اديس ابابا وطالب الرجل مرارا فى مقالات سابقة بتبديل المفاوضين باخرين اكثر تشددا.

والمعروف عن صحيفة الانتباهة انها كانت مساندة لانفصال جنوب السودان الذي حدث في يوليو الماضي، كما انها تنتقد المفاوضات مع جنوب السودان.

وكان الطيب مصطفى كتب مقالا فى الصحيفة الصادرة الاحد بعنوان( الحكومة واللعب بالنار ) هاجم فيه بضراوة السلطات الحكومية لعزمها رفع الدعم عن المحروقات كاحد المعالجات المقترحة لمحاصرة انهيار الاقتصاد السودانى فى اعقاب فقدان عائدات التفط بانفصال الجنوب.

وقال مصطفىى فى مقاله الذى اغضب الاجهزة الامنية السودانية “لطالما صبر هذا الشعب على عُجرها وبجرها وبضاعتها المزجاة ولطالما شدَّ الأحزمة على البطون الخاوية وظل يرقبُها في صبر تعجز عن حمْله الجبال فيما هي تتلاعب بحاضره وبمستقبله في نيفاشا وتُدخل الثعابين السامة إلى أرضه لتنفث حِممَها وسمَّها الزعاف وتُحيل انتصارات جنوده ومجاهديه إلى هزائم ماحقة وشهداءه إلى هلكى يدفعون ثمن سياسات الحكومة ولطالما صبر الشعبُ على انكسارها وهي تُتيح لشذّاذ الآفاق من المتمردين دخول (بقعة) العزة والكرامة (أم درمان) ولطالما صمتوا أمام اتفاقياتها المذلة وهي تدوس على كرامتهم أمام الأعداء وتسلم رقابهم إلى من لا يحسنون تمثيلهم ومن يذبحون هذا الشعب المغلوب على أمره المرة تلو المرة.. لم يقنعها غزو هجليج ولا عشاء باقان الراقص في قلب الخرطوم ولا النصر المبين بعد ذلك أن هؤلاء ليسوا جديرين بتمثيل هذا الشعب العزيز فأبت إلا أن تفوِّضهم احتقاراً واستخفافاً به بعد أن اطمأنّت أن الشعب سلمها عنقَه وقيادَه تفعل به ما تشاء وبعد أن اقتنعت بأن نساءه عقمْنَ عن إنجاب عباقرة من أمثال هؤلاء البكائين والخوّارين!!

وقال ايضا ان الشعب السودانى صبر على ضيق العيش جراء تصرفات حكومة المائة وزير ولطالما صبر على إهدار المال العام وعلى التوسع في أجهزة الدولة المترهِّلة وولاياتها المتزايدة ومحلياتها المتكاثرة كالفطر وهي تنهش في لحم هذا الشعب المسكين وتشرب من دمه الملوَّث بالملاريا والأوبئة ولطالما صبر على فساد يزكم الأنوف لم تسلم منه حتى المؤسسات الدينية.

واضاف ” صبر هذا الشعب كصبر أيوب أو أشد لكن هذه الحكومة التي تجيد الانتحار ترفض إلا أن تُحيل صبره إلى براكين من الغضب وهدوءه إلى نار ذات ضرام تحرق الأخضر واليابس.”

ومضى مصطفى قائلا ” أخيراً قرَّرت الحكومة بعد أن أفشل هذا الشعب بصبره الأيوبي كل محاولات الحكومة إخراجه إلى الشارع.. قررت أن تلعب بالنار ظنًا منها أنه سيجتاز هذا الامتحان ولكن ماذا بعد النار بل من الذي صبر على النار التي جعلها الله تعالى عقاباً في جهنم للخارجين على سلطانه؟! نعم.. من يصبر على من يشعل البنزين من خلال رفع الدعم عن المحروقات بما فيها البنزين؟!

واضاف فى اخر مقال طويل قائلا ” أعجب والله أن الحكومة وخاصة وزاراتها السيادية مثل الأمن والدفاع تستنزف معظم الموازنة وفي ذات الوقت تشارك القطاع الخاص في إنشاء الشركات والمؤسسات والبنوك والمستشفيات والجامعات ولا تسمح بمراجعة تلك الشركات والمؤسسات رغم أنف قانون المراجع العام”

أعلم يقينًا أن الحكومة لم تستنفد خياراتها لكن من يجرؤ على الاقتراب من عش الدبابير؟! أقول هذا من موقع المشفق محذراً من اللعب بالنار فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم!!

Leave a Reply

Your email address will not be published.