Tuesday , 23 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الرئيس السودانى يهدد بسحب الوفد الحكومى من الدوحة اذا لم يتم التوصل لاتفاق سلام بدارفور اليوم

الخرطوم في 30 ديسمبر 2010 — امهل الرئيس الرئيس السودانى عمر البشير جماعات المتمردين الدارفوريين التى تتفاوض بالعاصمة القطرية الدوحة حتى اليوم الخميس للتوصل لاتفاق سلام او فأنه سيسحب وفد الحكومة الذى يتفاوض هناك .

bashir.jpg
وقال الرئيس السوداني في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور امام حشد من مناصريه امس الاربعاء “وضعنا حدا للتفاوض حتى بكره (اليوم الخميس)، فاذا تم اتفاق الحمد لله واذا لم يتم الاتفاق سنسحب وفدنا المفاوض من هناك وسيكون التفاوض بعد ذلك من داخل دارفور” .

واضاف البشير انه سيقاتل من يحمل السلاح ويجلس مع من يريد التنمية .

ووصل مستشار الرئيس السوداني ، مسؤول ملف دارفور فى الحكومة السودانية ، غازي صلاح الدين الى الدوحة امس الاربعاء حيث تجري مفاوضات السلام، بحسب وكالة الانباء السودانية الرسمية .

وكانت الحكومة السودانية اعلنت فى وقت سابق من هذا الشهر ان المهلة القصوى للتوصل الى اتفاق مع حركات التمرد في دارفور تنتهي في 31 ديسمبر 2010، لانه انطلاقا من شهر يناير المقبل سيتم التركيز على استفتاء تقرير مصير جنوب السودان .

واعتبرت حركة العدل و المساواة الاكثر تسلحا بين المجموعات المتمردة في دارفور والتى بدات مفاوضات مع الحكومة فى الدوحة قبل عشرة ايام بغية التوصل الى وقف لاطلاق النار ، تهديدات البشير بأنها تمثل “طعنة من الخلف” لمنبر الدوحة التفاوضى .

وقال الناطق بأسم الحركة ، احمد حسين آدم إن تلك التهديدات “لا تفيد ولا تتفق وإرادة السلام” وتنسف منبر الدوحة. وعدّها “إعلان حرب صريحا” من الحكومة السودانية التي “أدارت ظهرها تماما للعملية السلمية والجهود المخلصة التي تقوم بها دولة قطر والوساطة العربية والأفريقية والدولية لأجل وضع حد للحرب وإحلال السلام في إقليم دارفور” .

وأشار آدم إلى أن حركته ستطلب اليوم من الوساطة في الدوحة “رأيا واضحا حول تصريحات البشير لأنها موجهة ضدها” .

وردت حركة التحرير والعدالة إنه ليس من حق الرئيس السوداني عمر البشير أن يقرر نهاية المحادثات وإن ذلك يرجع إلى الوسيط، مشيرة إلى أن تصريحاته غير مشجعة .

وأضافت الحركة في تصريحات على لسان حيدر أتيم نائب رئيسها أنه “حتى لو سحب البشير وفده فستبقى مشكلة دارفور قائمة”. واعتبر تصريحات البشير غير مشجعة متوقعا عدم إبرام أي اتفاق سلام بحلول اليوم الخميس كما حدد الرئيس السوداني في خطابه امس بدارفور

وكان مقررا ان توقع حركة التحرير والعدالة احدى الفصائل الصغيرة في دارفور وذات التأثير الضعيف على الارض، في التاسع عشر من ديسمبر الجارى اتفاق سلام مع الخرطوم الا انه تم ارجاء التوقيع نسبة لاختلاف الاطراف حول ملف اقتسام السلطة.

وتطالب التحرير والعدالة باقامة سلطة اقليمية في المنطقة تقوم بالتنسيق بين الولايات الثلاث والمركز الأمر الذي ترفضه الخرطوم كما تطالب المتمردين بمنصب نائب رئيس للجمهورية.

واندلعت معارك دامية في العاشر من ديسمبر الجارى في دارفور اجبرت 32 الف شخص على النزوح، بحسب تقديرات الامم المتحدة .

وتأسف وسيط الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور جبريل باسوليه على تصريحات الرئيس البشير قائلا انها سوف تحول دون التوصل لاتفاق سلام يلبي مصالح أهل دارفور.

واكد باسوليه فى تصريحات بالدوحة امس انه سيسعى لاقناع الفرقاء السودانيين بالاستمرار في عملية السلام حتى في حال عدم التوصل لاتفاق في الايام المقبلة .

,اضاف الوسيط في تصريح له لسودان تربيون انهم سوف يقترحون على الحكومةالسودانية عدد من الخطوات يأملون ان تشارك الحكومة فيها. كما قال أنه قد دعا لاجتماع لمبعوثس الدول الخمس الاعضاء للسودان ومبعوث الاتحاد الاوروبي بجانب اللجنة الوزارية الافريقية العربية.

وعلى صعيد متصل رفضت الحكومة السودانية إدراج ومناقشة مسألة الإقليم الواحد في المفاوضات الجارية مع حركة التحرير والعدالة بالعاصمة القطرية الدوحة ورهنت ذلك بإقامة استفتاء شامل لأهل دارفور حول رغبتهم في الإبقاء على الولايات الحالية أم تحويلها إلى إقليم واحد .

ونقل “المركز السودانى للخدمات الصحفية” (وكالة اخبار شبه حكومية) عن الدكتور عمر آدم رحمة ، المتحدث باسم الوفد الحكومي الإقليم الواحد من شأنه إعادة إنتاج الأزمة بدارفور وعودة الصراع من خلال التكالب على السلطة والموارد بجانب إحداث فجوة في الإدارة لتباعد الأطراف في دارفور .

وشدد رحمة على ان صدور قرار من الوسيط بالإقليم الواحد مرفوض من قبل الحكومة مضيفاً أن اتفاقية ابوجا الموقعة بين الحكومة و حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوى حسمت الامر عبر استفتاء من قبل أهل دارفور. واضاف ان الحكومة تخشى تعقيد الأمر والدخول في صراع جديد في دارفور بسبب مجموعات اخرى ترفض الإقليم الواحد .

ويتوقع ان يؤدي سحب السودان لوفوده المفاوض في الدوحة إلى تعقيد الوضع السياسي المتدهور في البلاد كما انه قد يؤدي إلى اعاقة تنفيذ الترتيبات الخاصة بمرحلة ما بعد استفتاء جنوب السودان المتوقع ان يقر باستقلال جنوب السودان.

ويعيش اقليم دارفور في غرب السودان حربا اهلية منذ اكثر من سبع سنوات ادت الى مقتل 300 الف شخص بحسب تقديرات الامم المتحدة – 10 الاف شخص بحسب الخرطوم- و2,7 مليون نازح .

Leave a Reply

Your email address will not be published.