Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المكتب القيادى للحزب الحاكم يقطع الطريق امام خيار نائب الرئيس ويفضح تبرير وزير الدفاع حول احداث جنوب كردفان

الخرطوم 9 يونيو 2011 –

أطلق المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بشمال السودان في اجتماع طارئ ليل الأربعاء، ترأسه عمر البشير، يد الجيش والقوات النظامية لإخماد ما اعتبره تمرداً مسلحاً تقوده الحركة الشعبية بتخطيط أجنبي يجد دعم بعض قوى المعارضة بالداخل .

nafie.png

واعتبر ما يدور في ولاية جنوب كردفان من تمرد مسلح وخروج على القانون والدولة يتم تحقيقاً لطموحات أفراد في الحركة الشعبية .

و نسخ موقف المكتب القيادى للحزب الحاكم بعد اقل من يوم تبرير وزير الدفاع السودانى حول دواعى انتشار القوات المسلحة فى ولاية جنوب كردفان و الذى قال فيه ان انتشارها لتأمين الحدود الدولية التى ستنشأ بأنفصال الجنوب فى يوليو القادم بأعتبارها اطول حدود للسودان و لا علاقة لذلك بما يجرى من عملية سياسية فى الولاية معتبرا ان ما يحدث من اضطرابات فيها قضية امن داخلى لا دخل للجيش بها .

وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، د. نافع علي نافع، فى تصريح عقب الاجتماع إن المكتب القيادي فوض القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لاحتواء الوضع وشدد على ان لاسبيل للحوار فى الوقت الراهن .

و قطعت مقررات المكتب القيادى الطريق امام خيار الحوار و الذى طرحه امام البرلمان امس الاول نائب الرئيس السودانى ، على عثمان محمد طه للحركة الشعبية لاحتواء الازمة قبل ان يلوح بالحسم اذا ما رفضت ذلك .

وأشار المكتب القيادي، حسب نافع، إلى أن الأحداث التي شهدتها ولاية جنوب كردفان كانت مخططاً ومبرمجاً لها، وتم الإعلان عنها من قبل قيادات الحركة الشعبية خاصة في قطاع الشمال. واشار الى ان الحركة قررت السيطرة على الولاية بالانتخابات او بالقوة فى اطار خطة كاملة للزحف الى الخرطوم وكشف نافع ان الحركة كانت تخطط لتنفيذ ماترمى اليه فى السادس من يونيو لكنها استبقت الموعد بيوم بعد علمها بان الحكومة كشفت مايعتزمون

وكشف نافع عن الملابسات التي صاحبت أو سبقت العمليات متمثلة في انسحاب عناصر الحركة الشعبية من القوات المدمجة من كادقلي، والانتقال لسفوح الجبال حول كادقلي، ومن ثم توالت الاعتداءات التي تمت في إطار المخطط بالهجوم على عدد من النقاط للقوات المسلحة وغيرها من القوات النظامية.

ونوّه نائب رئيس المؤتمر الوطني إلى أن الوساطة التي شاركت فيها قيادات الحركة الشعبية للتهدئة لم تهدف أصلاً إلى تحقيق تهدئة أو للتخلي عن المخطط الذي أعد له منذ وقت طويل ولم يكن انفعالاً عارضاً .

وجدد نافع ثقته في أن أعداداً كبيرة من أبناء جبال النوبة سيعودون ولن ينساقوا وراء هذا المخطط، وأن الكثير من أبناء النوبة في الحركة الشعبية سيكون لديهم موقف من هذا المخطط .

وفى السياق ذاته اتهم والي ولاية جنوب كردفان ، أحمد هارون تيارات داخل الحركة الشعبية بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف كادقلي ومناطق بالولاية خلال اليومين الماضيين .

مؤكدا استهداف الهجوم لعملية السلام الجارية في الولاية. مشددا على أن قيادات الحركة والجيش الشعبي بادروا الى الضرب وترويع المواطنين العزل.وأشار هارون فى تصريح للشروق إلى أن قائد الحركة والجيش الشعبي بالولاية عبدالعزيز الحلو غادر مدينة كادقلي قبل بداية الأحداث.وقال إن الوفد الذي جاء من رئاسة الجمهورية بالخرطوم ممثلاً لطرفي اتفاقية السلام في الوطني والحركة قابل الحلو عند خروجه من المدينة.

وأدان هارون ما أسماه بالتوجه البربري الذي تمثله جزء من قيادة الحركة والجيش الشعبي، ووعد بالتصدي له بحزم ، غير انه عاد وامتدح مواقف بعض قيادات الحركة الشعبية التي قال إنها لا تزال مؤمنة بقضية السلام وضرورة استدامته ، وجدد هارون موقفهم الراسخ بفتح بوابة السلام مشرعة والمحافظة عليها في الولاية .

ونشب القتال يوم السبت في الولاية النفطية الرئيسية بالشمال والتي تعتبر نقطة ساخنة لانها يعيش بها آلاف المسلحين الذين قاتلوا الى جوار الجنوب في الحرب الأهلية الأخيرة .

وتمثل ولاية جنوب كردفان أهمية للشمال لان بها أعلى حقول النفط انتاجا التي ستظل تحت سيطرة الخرطوم بعد الانفصال. وسيؤول للجنوب نحو 75 في المئة من انتاج السودان الذي يبلغ نصف مليون برميل يوميا .

كما أنها متاخمة لابيي واقليم دارفور في الغرب الذي يشهد تمردا منفصلا .

وتكهن محللون بأن يندلع القتال في جنوب كردفان قبل الانفصال خاصة بعد أن أعلن فوز مسؤول من حزب المؤتمر في انتخابات الولايات الشهر الماضي. وقال الجنوب انه تم التلاعب بالانتخابات وهو ما نفته الخرطوم .

وكان مسؤولون بالحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب قالوا ان الاشتباكات اندلعت حين حاول الشمال نزع سلاح الجماعات المسلحة بالمنطقة .

وأنحى جيش الشمال باللائمة على جماعات متحالفة مع الجنوب في بدء القتال .
ولايزال يشار الى أفراد الميليشيات على أنهم أعضاء بالجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب على الرغم من أن جوبا تقول انهم لم يعودوا جزءا من جيشها ولا تستطيع أن تطلب منهم الانسحاب جنوبا لانهم شماليون .

وصوت جنوب السودان لصالح الانفصال و تكوين دولة مستقلة عن الشمال في استفتاء أجري في يناير الماضى بموجب اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان . و من المقرر ان يصبح الجنوب دولة مستقلة رسميا فى التاسع من يوليو المقبل .

Leave a Reply

Your email address will not be published.