Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المهدي يدعو البشير إلى الرحيل .. وإنقسام حاد وسط مناصريه

الخرطوم 30 يونيو 2013- باشرت السلطات الأمنية اعتقالات واسعة وسط صفوف مساندي حزب الامة القومي فور انتهاء خطاب لزعيمه الصادق المهدي، لم يستمر لأكثر من 27 دقيقة دعا فيه الرئيس عمر البشير إلى الرحيل عن السلطة ، واعتبر بعض مساندي الحزب المتعطشين للتغير ان كلمته لم تأتي بجديد، وهتفوا مطالبين الحزب بالخروج إلى الشارع لإسقاط النظام ، مما دفع بالمهدي الى الدخول في مخاشنة كلامية معهم.

مجموعة من اعضاء حزب الامة شاركوا في تجمع الحزب في ساحة الخليفة بامدرمان يرفعون لافتات تنادي باسقاط النظام في السبت 29 يونيو 21013 (الفرنسية)
مجموعة من اعضاء حزب الامة شاركوا في تجمع الحزب في ساحة الخليفة بامدرمان يرفعون لافتات تنادي باسقاط النظام في السبت 29 يونيو 21013 (الفرنسية)

ووجه المهدي الذى حشد الآلاف من انصاره ، بمباركة من الحكومة ، انتقادات مزدوجة للمعارضة والمؤتمر الوطني، غير انه شدد على ان حزبه لا يريد الدخول في عنف مع الأخير .

وأبدي المئات من شباب الحزب تذمرهم حيال ما اعتبروه تخييبا للآمال بعد حديث المهدى الذي هزم التوقعات ولم يأت بجديد حسب قولهم ، واشتبك بعضهم مع أنصار للحزب يؤيدون المهدى وخطه المهادن للنظام ، فيما مارست السلطات حملة اعتقالات واسعة على المحتجين وغالبهم من شباب الحزب الداعين للتغيير.

وهاجم بشدة بعض مناصريه أثناء مقاطعتهم لخطابه مرددين شعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، قائلاً: “هذا طريقنا ولن نسمح لأحد باختطاف حزبنا وتوجيهنا لتحقيق أجندته الخاصة”.

وطالب المحتشدين بالوقوف أمام من يحاولون جرهم إلى طريق (الهلاك)، الذين وصفهم بالمخربين الذين يعملون كمخالب قط لقوى أجنبية، والذين يجب عزلهم.وطالب الإمام بعدم تحميل حزبه جريرة أخطاء بعض الذين كانوا فيه، وإنهم فارقوا خط الحزب دون أن يسمِّهم.

انصار الصادق المهدي يرفعون صورته في أول تجمع سلمي حاشد جمع جميع تيارات الحزب نادى خلاله الرئيس البشير بالعمل على الشروع في التغيير الديمقراطي سلميا في يوم 29 يونيو 2013 -(الفرنسية)
انصار الصادق المهدي يرفعون صورته في أول تجمع سلمي حاشد جمع جميع تيارات الحزب نادى خلاله الرئيس البشير بالعمل على الشروع في التغيير الديمقراطي سلميا في يوم 29 يونيو 2013 -(الفرنسية)
وقال في لهجة حاسمة لأنصاره الذين قاطعوا خطابه بالهتافات المناهضة للحكومة ، (أهدوا.. أنتو جئتوا لتسمعوني ما علشان أسمعكم)، وأضاف: (ده طريقنا والما عاجبو الباب يفوِّت جمل) وهو تعبير يستخدم للقول بان من لا يرغب في ذلك فإن عليه الابتعاد عن صفوفنا.

وبث التلفزيون القومي خبراً عن خطاب المهدي أورد فيه انتقاداته للجبهة الثورية ودعوته لها إلى ان تتخلى عن السلاح ، بينما ذهب معارضون للمهدي إلى القول بان زعيم حزب الأمه متفق مع الحكومة على سيناريو محدد متوقعين مشاركته بصورة أوسع في الحكومة المقبلة التى يرتب “الوطني ” لاعلانها قريباً.

وأكد المهدي ، مضيَّ حزبه في العمل لإقامة نظام جديد، وجدد تمسكهم بتغيير النظام عبر الوسائل السلمية وأبتدر خطابه الذى كان متوقعاً له ان يحدد موقفاً واضحاً من النظام بعد الانتقادات الشديدة الموجه للحزب بـ”12″ نداء ، ضمنها فيها سوريا ومصر وايران وأمير قطر الجديد بجانب الدعاء للزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا بالشفاء العاجل.

ودعا المهدي في نداءاته جوبا والخرطوم إلى الاتفاق على حسن الجوار معلناً ترحبيه بالزيارة المتوقعة الأحد لنائب رئيس جنوب السودان الى الخرطوم ، وطالب باتفاق بين الدولتين يمنع الحرب، ويدعم السلام والتعاون، ويحقق عدم التدخل في شئون الجار الداخلية، ويدعم حسن الجوار. تغيير الأوضاع في الدولتين مهمة شعبيهما.

وبعث المهدي خلال مخاطبته اللقاء الحاشد للأنصار بميدان الخليفة السبت ، برسائل للحكومة وتحالف المعارضة والجبهة الثورية، ونصح الحكومة بأن ربع قرن مما سمّاه بالفشل، كافية لفتح صفحة جديدة والاستماع لصوت العقل بتكوين الحكومة القومية.

ووجه رسالة لرئيس الجمهورية قائلاً: “أخي الرئيس لا تستمع للأصوات التي تقول بأنه ليست هناك معارضة، خصوصاً من أحزاب الزينة التي تريدك أن تجرها، ولا تستمع لأحاديث مسيلمة الكذاب، فالمعارضة الآن على أشدها، وعليك أن تنتهز الفرصة التاريخية لكي تكون رئيساً وفاقياً”.

وأعلن الإمام استعداده للتحالف مع الجبهة الثورية، شريطة وضع السلاح والعمل من أجل تسوية سياسية سلمية، في إطار وحدة السودان. فيما دعا تحالف المعارضة إلى إقامة ورشة تحدد نقائص التجربة السياسية وتعيد ترتيب بيتها.

إلى ذلك رجحت مصادر نافذة في المؤتمر الوطني أن يناقش القطاع السياسي للحزب في اجتماعه الراتب اليوم الأحد حشد الانصار وابتدارهم لحملة إسقاط النظام السلمية ، وكشفت ذات المصادر ان اجتماعاً طارئاً لبعض قيادات الحزب ناقش السبت حشد الأنصار واستمعت لتقرير أمني ، عن الترتيب والتنظيم الفائق لتجمع مساء السبت .


أدناه النص الكامل لكلمة الصادق المهدي في “يوم القرفان” والتي وزعها الحزب على الصحافة واجهزة الاعلام المختلفة في الخرطوم:-

كلمة الامام يوم الفرقان

29/6/2013م

الفرقان الوطني: شعبان، وربع قرن

أبدأ بنداءات 12:
1. نداء للأنصار: البقعة الجديدة وأبا الجديدة والوثبة الجديدة من أجل فتنة الأمة.
2. نداء لجماهير حزب الأمة: الاستعداد لدعوة النظام الجديد واستحقاقات العمل.
3. المؤتمر الوطني: لم تهزم بضربة قاضية، ولكن مفردات الإخفاقات هزيمة بالنقاط والعاقل من يستبق المحتوم فاستجيبوا لنداء الوطن، اعلموا:
رأيت السيف قد ملك الشعوب​ولم أر أنـــه ملك القلوب
وأي حكومة بالسيف تقضي ​فإن وراءها يوما عصيبا
4. ونداء للجبهة الثورية: نعم عندكم مطالب مشروعة في إزالة مظالم جهوية وفي سودان عريض يسع الجميع، واعلموا أن محاولة إسقاط النظام بالقوة إما فشلت أو نجحت، إن فشلت فسوف تعطي النظام مبرر بقاء، وإن نجحت فسوف تواجهون استقطاباً جديداً يعمم الحرب الأهلية. نوجه لكم نداء التحالف من أجل حل سياسي قومي ديمقراطي وسائل تحقيقه القوة الناعمة.
5. نداء لدولتي السودان: نرحب بزيارة د. رياك مشار ونطالب باتفاق بين الدولتين يمنع الحرب، ويدعم السلام والتعاون، ويحقق عدم التدخل في شئون الجار الداخلية، ويدعم حسن الجوار. تغيير الأوضاع في الدولتين مهمة شعبيهما.
6. نداء للزملاء في قوى الإجماع: هنالك اختلافات بين بعض فصائل المعارضة ولنا ولغيرنا اجتهادات، ويهمنا تجاوزها، وقد اتفقنا على تنظيم ورشة لتقييم الأداء ودراسة المبادرات لإصلاح العمل وضبطه، سندعوكم لتنظيم هذه الورشة فوراً فنرجو أن نتفق عليها وسيلة لجمع الصف.
7. نداء لشعبنا العظيم: يا أهلنا إن محاولة إطاحة النظام بالقوة سوف تأتي بنتائج عكسية. الخياران الوحيدان المؤمونان هما: انتفاضة مدنية قومية أو المائدة المستديرة من أجل نظام جديد إن حققناه وفرنا القدوة للآخرين.
8. يا أهلنا في سودان المهجر: أنتم جماعة ذات وزن كبير حجماً وكفاءة، وقد أهملتكم الإحصاءات القومية، ولكن دوركم في إقامة النظام الجديد كبير فلبوا نداء الوطن ووقعوا تذكرة التحرير فإن لكم من التأهيل والاتصالات ما سيكون له وزن كبير في بناء الوطن.
9. نداء لأهلنا في مصر: الاستقطاب الحاد الحالي خطر على مكاسب الثورة وعلى الديمقراطية، ومن حسن الطالع أن القوات المسلحة متماسكة ومستعدة لدور الحَكـَم لا الحكم، كذلك الأزهر الشريف. المليونيات تدل على الأزمة، ولكنها لا توفر آلية لحسم الاختلافات. لقد حاولنا ثلاث مرات أن نحقق اتفاقاً وفاقياً، دون جدوى، إن أمر مصر يهمنا ويهم العرب والمسلمين وأفريقيا، فتجاوزوا المواقف الحادة والخندقة الحزبية، واتفقوا على آلية مشتركة لمراجعة الدستور، وآلية مشتركة للحكم الانتقالي، واحتكام للشعب عبر الانتخابات. هذا نهج ممكن ونرجو أن تتجاوب معه كافة الأطراف لا سيما أبناؤنا وبناتنا في حركة “تمرد” وأن تباركه القوات المسلحة والأزهر الشريف.
10. نداء للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني: لم يكن انتخابك انتخاباً عادياً، بل استفتاء عبر فيه الشعب الإيراني عن رغبته في التجديد والاعتدال. لقد كنت أنت صوت التجديد والاعتدال، فنرجو أن يؤدي ذلك لمصالحات إيرانية داخلية، ولمصالحات بين إيران وجيرانها.
11. نداء لسوريا الشقيقة: بعد عامين من اندلاع الثورة الشعبية وموت مائة ألف مواطن ومواطنة وتشريد داخلي وخارجي لأربعة مليون اكتسب النزاع طابعاً طائفياً وتحالفات خارجية ما وسعه وجعل حسمه أكثر صعوبة. ومع ذلك فإن ما حدث يجرد النظام الحاكم من الشرعية ولكنه لا يجرده من الوجود، فأقدموا على حل يقيم نظاماً جديداً غير إقصائي لمكونات الشعب السوري.
12. نداء لأمير قطر، ورجاء للأمير الجديد: لقد دخل الأمير المتنازل طوعاً الشيخ حمد التاريخ بأوسع أبوابه، ففي عهده صارت قطر قصة نجاح وفلاح ساهمت في القضايا العربية، والإسلامية، والأفريقية، والدولية، وساهمت في المصالحات على نطاق واسع، ونهجت نهجاً إعلامياً جديداً ومفيداً في المنطقة، وانحازت للتطلعات الشعبية المشروعة، هكذا أثبت عهده أن الأصغر يمكن أن يكون الأجدى، وانطلاقاً من هذا الرصيد يمكن للأمير تميم أن يواصل على سنة:
إذا انت لم تحم القديم بحادث​​من المجد لم ينفعك ما كان من قبل
هنالك أربعة ملفات تتطلب انجازاً:
• صندوق تنمية عربي- مارشال- أوسع وأجدى.
• احتواء الفتنة الطائفية لا سيما السنية/ الشيعية التي توشك أن تحرق المنطقة.
• التعاون العربي الأفريقي في كل جوانبه لا سيما حوض النيل.
• أساس ذكي وعادل للتعامل الإسلامي/ العربي/ الغربي.
أختم هذه النداءات بدعاء للزعيم نيلسون مانديلا بالشفاء فقد كان للخطة التي وضعها هو والسيد ديكلارك دوراً تاريخياً عظيماً في الانتقال بالتراضي الحميد من الحرب للسلام، ومن الاستبداد للديمقراطية، ومن الفصل العنصري للمساواة في المواطنة، ومن الإفلات من المساءلة إلى المساءلة الناعمة، فوضع أساساً لعبرة لمن يعتبر.
وبعد هذه النداءات الإثني عشر، أتناول خطابي حول النصف من شعبان والفرقان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد-
أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد-
عزمنا على تحرك تعبوي ذي شعبتين وهدف واحد هو هدف تعبوي.
تعبئة دينية تنظمها هيئة شئون الأنصار تنطلق من ليلة النصف من شعبان، أهدافها دعوية تتعلق ببرنامج رمضان الروحي والاجتماعي، وخدمية تتعلق بتطوير الجانب الخدمي في نشاط الهيئة، بالإضافة للتركيز على مشروع البقعة الجديدة في أم درمان الذي سيكون أنموذجاً للتنمية الحضرية في السودان، ومشروع الجزيرة أبا الجديدة الذي سيكون أنموذجاً للتنمية الريفية إن شاء الله.
اختيار ليلة النصف من شعبان لأنها ليلة ذات شأن عظيم تدل عليه آية سورة الدخان: (فيها يفرق كل أمر حكيم)، وفي أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن فيها ما يفيض البركة على كل شهر شعبان.
لقد تأخر موعدنا عن ليلة النصف لأنني كنت في مهمة جهاد مدني شملت دولتي الربيع العربي (الذي سميناه الفجر العربي) والأردن، حيث احتفلنا ببعض كتاب التجديد، ومنحناهم جوائز تشجيعاً لهم ولأمثالهم لإثراء المكتبة بفكر التوفيق بين التأصيل والتحديث.
والشعبة الثانية هي ضربة البداية التي قررها حزب الأمة للتعبئة من أجل رحيل نظام الاستبداد والفساد، ورسم خريطة الطريق للنظام الجديد الذي يحقق مطالب الشعب في سلام عادل شامل، وتحول ديمقراطي كامل، وتنمية للكفاية والعدل، وإنقاذ البلاد من التمزق والتدويل. هذه التعبئة تنطلق من أم درمان العاصمة الوجدانية للسودان وتعم كافة أقاليم البلاد. هذه التعبئة الوطنية تنظمها لجنة عليا كوناها.
هذا الحشد ذو أهداف تعبوية مشتركة. أشيد باللجنة التي نظمته وقد سميت خطابي فيه (الفرقان الوطني).
أنتم تعلمون أن الأمة كلها اليوم تعاني من أنشطة مدمرة، فالقاعدة وفروعها أعلنت حرباً على الأمريكان على الجنسية ما استعدى على الأمة إمكانات هائلة. ثم هناك الفتنة التي أشعلها التكفيريون من غلاة أهل السنة وغلاة الشيعة، والتي تتجه لخوض حرب. حرب أهلية طائفية لواحة للبشر، لا تبقي ولا تذر.
نحن من منطلق منتدى الوسطية العالمي عالمياً، ومن منطلق هيئة شئون الأنصار سودانياً، نرى أن واجبنا التصدي لهذه الانحرافات بمواثيق وآليات يقودها حكماء الأمة ليستقيم أمر المسلمين على أساس التوجيه الرباني: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاً). والالتزام بالأسلوب الرباني: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
رسالة تدفعنا للعمل الفكري الديني والحركي لإطفاء هذه الحرائق التي اشتعلت في جسم الأمة: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وفيما يتعلق بالفرقان الوطني، فأنتم تعلمون أن السودان يعاني من سوء حال في كل المجالات ما (لو رأيناه في المنام فزعنا)، إنه كابوس يقظة جعل بلادنا في مجال الدول الفاشلة، وفي مجال التعدي على حقوق الإنسان، وفي مجال الفساد تصنف ضمن الخمس الأسوأ حالاً في العالم.
هذا الفشل المحيط يجعل رحيل النظام الذي يحكم السودان واجباً وطنياً.
في يوم الفرقان الوطني هذا سوف أحدد مبررات رحيل هذا النظام وأحدد النظام الجديد المنشود واستعرض الوسائل المختلفة لتحقيق ذلك، والوسيلة الأكثر جدوى والتي سوف تستخدم الوسائل ما عدا العنف والاستنصار بالخارج، وفي سبيل ذلك، أقول:

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرقان الوطني

مقدمة:
أجدادنا الأوائل هم الذين حرروا السودان ووحدوه، وأقاموا فيه دولة إسلامية موحدة، وجعلوه معطاءاً يهدد الاستكبار العالمي في أماكن كثيرة. وآباؤنا هم الذين بعثوا الإرادة الوطنية باذلين الغالي والنفيس حتى استقل السودان وآلت سيادته لأهله.
النظام الحالي احتل السودان باسم الإنقاذ، وطناً مهما كانت عثراته موحداً تعانق آمال أهله عنان السماء، فسلطوا عليه سياسات فاشلة جعلت حاله كاللحم الحرام: المنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع؛ سياسات مزقت الوطن إلى دولتين تلتهب فيه ست جبهات اقتتال تنذر بمزيد من التمزق، وارتكبت مخالفات جرت للبلاد (47) قرار إدانة دولية، وجلبت إليه ثلاثين الف جندي دولي.. هكذا مزقوا البلاد ودولوا شؤونها.
نظام رفع شعار الإسلام غطاءاً للسلطة، فصارت البلاد أبعد من مقاصد الإسلام في الكرامة، والحرية، والعدالة، والمساواة، والسلام.
وانطلقت تيارات في اليمين تنادي برؤية تكفيرية، وأخرى في اليسار علمانية، ينذران البلاد بمزيد من المواجهات والاحتراب.
النظام الانقلابي أهمل إنتاج الموارد المتجددة في الزراعة والصناعة، وعندما استغل البترول اعتمد على إيراده وارتكب في أمره خطأين: صرف إيراداته بأولويات خاطئة، ولم يحتط لانقطاعها لدى انفصال الجنوب فووجه الاقتصاد الوطني بصدمة داوية، ورفع النظام شعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع فحقق عكسها تماماً، حتى قال الناس نضحك مما نسمع؛ فاستيراد المواد الغذائية تضاعف أكثر من عشرين مرة، وتدني انتاج الغزل والنسيج حتى صرنا نستورد حتى أكفان الموتى! وزعم الانقلابيون أنه لولا قدومهم لصار الدولار 20 جنيهاً، ولكن في عهدهم إذا اخذنا في الحسبان التغيرات العشوائية في العملة الوطنية لاتضح أن الجنيه السوداني انكمش حتى صار جزءاً من مائة جزء من الدولار.
واتبع النظام سياسة الاحتكار والاقصاء “سياسة التمكين”، ففرض بموجبها سيطرة حزبية على مؤسسات الدولة المدنية والنظامية مبعداً الكفاءات النظامية والمدنية ما هبط بمستوى الأداء في كل المجالات.
هذه السياسات كان لها أثرها السالب في القوات المسلحة التي كلفتها أجندات سياسية شططاً ما أيقظ ضمائر كثير من أفرادها، فاستشعروا حاجتهم لحماية الضبط والربط من الهيمنة الحزبية واستشعروا دورهم القومي.
هذه اليقظة القومية المهنية العسكرية ظهرت في وجوه كثيرة، نحن نحيي هذه الصحوة، ونرى أن الواجب الوطني أن يكتمل الإصلاح القومي المهني في القوات المسلحة بالاستحقاقات الآتية:
• أن تكون قيادة القوات المسلحة مهنية ومبرأة من أي انتماء لفصيل حزبي.
• أن يرد اعتبار العسكريين المفصولين تعسفياً، فهؤلاء وسائر المفصولين تعسفياً في القضاء والخدمة المدنية يشكلون استثماراً بشرياً يحتاج الوطن لأصحابه.
• أن يفتح باب التجنيد لكل مكونات سكان السودان، فقد كان النظام يحرم جماعتنا وآخرين، والمطلوب الآن فتح الأبواب ليمارس المواطنون حقهم دون موانع التمكين الجائرة. التمكين معناه أن نميز ونقرب ذوينا، وأن نشرد الآخرين.
• أن يكون الدخول للكلية الحربية وكافة المعاهد النظامية مفتوحاً للكافة حسب التأهيل لا المحسوبية.
• أن يكون قانون القوات المسلحة وكافة قوانين القوات النظامية مجسداً لقوميتها ومهنيتها بعيداً عن ظلامات التمكين.
ونقول إنه، في إطار هذه الاستحقاقات، ينبغي الانخراط في القوات المسلحة لمساهمة الكافة في واجبات الدفاع عن الوطن.
إن الدرس المستفاد والذي لم يعد لإنكاره سبيل هو أن الانقلاب العسكري مهما أدعى لنفسه من أهداف يحقق عكس مقاصده، ويقحم القوات المسلحة في مهام سياسية على حساب الضبط والربط المنشود. لذلك قال الشيخ الألباني إن الانقلاب العسكري مخالف لمنهاج الإسلام، كما أن التجربة في كل مكان دلت على أن الجيوش ذات الكفاءة القتالية العالية هي التي تركز على تدريبها ومهنيتها وتتجنب الخوض في السياسة.
لقد أعددنا ميثاقاً عسكرياً يؤكد دور العسكرية المقدس، ويلتزم بالإمكانات المطلوبة لأدائه، ويحميها من الاختراق الحزبي الذي يطرقه المغامرون فيستغلون القوات المسلحة لأهداف غير مشروعة.
ينبغي أن تكون القوات المسلحة قومية، وأن تعاد هيكلة قوات الدفاع الشعبي لتصير خاضعة، لا موازية، للقوات المسلحة. كذلك تعاد هيكلة الاحتياطي المركزي لتكون مهمته حفظ الأمن والاستقرار في دعم الشرطة. كما تراجع هيكلة جهاز الأمن بحيث تلحق قواته الضاربة بالقوات المسلحة، ويقوم بواجبه الأمني الاستخباراتي والمعلوماتي دون ذراع تنفيذي. الهدف الأساسي هو أن تحتكر القوة الضاربة للقوات المسلحة ذات القيادة القومية والتكوين الجامع لسكان السودان.
التغيير السياسي يتطلب التوجه الآتي:
السؤال الجوهري الآن هو ما هي أجندات مستقبل السودان؟ وما هو موقفنا منها؟
سأتحدث في هذا الموضوع بصراحة ووضوح.
بعض الناس يتناولون الشأن الوطني دون أن يأخذوا في الحسبان تجارب السودان وتجارب البلدان الأخرى لا سيما العربية، والأفريقية، والإسلامية كأن تلك التجارب لا تعنينا، هذه دروشة سياسية فالإحاطة بتلك التجارب لا غنى عنها، أقول:
أولاً: النظام السياسي الحالي هو المسؤول عما آلت إليه البلاد، ومحاولة إسناد الاخفاقات للتآمر الخارجي أو الداخلي لا تجدي، هذا طبعاً لا ينفي وجود تآمر، فالساحة الإقليمية والدولية لا تحتلها ملائكة أو إرادات خيرية بل تحتشد فيها حركات، ومنظمات، ودول تخدم مصالحها هي؛ ولكنها لا تستطيع تحقيق مقاصدها إلا عن طريق فجوات تصنعها عيوب الإدارة السياسية للبلدان المعنية؛ إن مكائد الأعداء تتسرب كالنمل من عيوب ولاة الأمر.
الخط البياني للنظام الحالي يرسم طريق ترد مستمر في المجالات المعنية وهي الفكر، ونظام الحكم، والاقتصاد، والأمن، والعلاقات الدولية؛ حالة تؤكد أن استمراره بنفس السياسات والأشخاص ينذر بأن لا يكون الوطن. هذا النظام صنع بالسودان ما صنعت البصيرة أم حمد عندما أدخل ثور رأسه في “برمة” وكان عليها أن تخرجه، فقطعت رأس الثور ثم كسرت البرمة لتخرجه، وهذا مصير كل من يقدم على فعل فوق طاقته كما قال الحكيم:
من لم يقف عند انتهاء قدره​​تقاصرت عنه طويلات الخطى
لا بد إذن للخلاص الوطني من نظام جديد بسياسات جديدة وبقيادة جديدة.
ثانياً: هنالك جماعات إسلامية باسم جبهة الدستور الإسلامي، أو باسم جهاديين يرون في الحالتين أن خطتهم لمستقبل السودان هي الواجب الديني، فإن لم تتحقق فإنهم يعدون بإعلان الجهاد لتطبيقها، وهي نفس التوجهات التي قادتها الجبهة الإسلامية القومية أثناء النظام الديمقراطي وأعلنوا ثورة المصاحف وثورة المساجد وتطبيق الشريعة فوراً “قبل الخريف”، وغيرها من الشعارات التي اندفعت بهم للاستيلاء المسلح على السلطة، والانفراد التام بالأمر، وها هم يشاهدون بأعينهم ما حققت شعاراتهم من كوارث للبلاد، فالتيارات الحالية تردد صدى رؤى الثمانينات، ولن تجني البلد منهم إلا مزيداً من التمزق ومزيداً من التدويل. والعاقل من اتعظ بغيره. في الأثر: “لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ” لكن هؤلاء أدمنوا طعم اللدغ مرة وثانية وثالثة.
ثالثاً: الجبهة الثورية مكونة من حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة من حركات دارفور، والحركة الشعبية قطاع الشمال، ومعهم آخرون يرون إمكانات هذه القوى المسلحة هي أفضل طريق لتحقيق أجنداتهم.
هذه الجبهة عازمة على التحرك الثوري لإسقاط نظام الخرطوم، فهم إما فشلوا أو نجحوا في هذه المهمة. إذا فشلوا فإنهم سوف يمنحون النظام مبررات استمرار ويمكنونه من تجنيد عناصر كثيرة إلى جانبه لا تقبل تكوينات الجبهة الثورية، وإذا نجحوا فسوف يقيمون نظاماً إقصائياً للآخرين لأنه لم يحدث أن استولت جماعة على الحكم بالقوة وعاملت غيرها بالندية، والنتيجة استقطاب جديد وتستمر الحرب الأهلية بصورة أخرى. يا قومنا فكروا جيداً، في دارفور أليس هناك انقسام حول مكوناتكم؟ كذلك في جنوب كردفان يوجد انقسام وفي جنوب النيل الأزرق يوجد انقسام حول مكونات الحركة الشعبية جناح الشمال، هذا الانقسام سوف يوجد بصورة عامة في كل البلاد فما معنى تحرك إذا فشل يدعم الحزب الحاكم وإذا نجح يغذي انقساماً في مناطقه وفي عامة البلاد؟ وكما قال العز بن عبد السلام: “كل عمل يحقق عكس مقاصده باطل”.
نجحت الثورة في تونس ومصر للمفاجأة، ولأن القوات المسلحة في الحالين نفضت يدها من الدكتاتور، ولكن بعد الثورة المصرية، فإن الثورات التي تلتها في ليبيا، واليمن، والبحرين، وسوريا واجهت نظاماً متمترساً قاومها ما أدى إلى حرب أهلية دامية لم يمكن حسمها إلا بتدخل خارجي. في ليبيا تدخل حلف ناتو، وفي اليمن والبحرين تدخل مجلس التعاون الخليجي، ولأن الأمر في سوريا حال دون التدخل فيه توازن قوى إقليمي ودولي استمر نزيف الدم إلى ما لا نهاية.
العناصر المكونة للجبهة الثورية هي أبناؤنا وبناتنا، ولا نريد لهم مزيداً من التضحيات التي في حالتي الفشل والنصر سوف تدخلهم في مواجهات بلا نهاية، كذلك لا يمكن لأية حركة مسلحة الدخول في مواجهة مسلحة مع دولة ما لم تجد دعماً من دولة أخرى فتكلفة نفر واحد مقاتل لا تقل عن ألف دولار في السنة، وتكلفة السلاح والذخائر وكافة المعينات باهظة للغاية، ولا تدخل دولة في مثل هذا الدعم دون شروط، هذا كان بالنسبة لنا من أهم أسباب قبول المصالحة في عام 1977م.
ثم لماذا مزيد من التضحيات وهنالك خيار آخر لنظام جديد ولتحقيق مطالب المهمشين؟ الخيار الآخر هو خيار قومي خال من العنف مفرداته:
• أن تقولوا نحن نعمل لإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي جديد يحقق مطالب الشعب السوداني المشروعة ويحقق مطالب المهمشين في السلطة والثروة والخدمات داخل وطن واحد.
• أن تقولوا لدينا قوى مسلحة لن نتخلى عنها إلا ضمن اتفاق سياسي لسلام عادل وشامل، وسوف ندافع عن أنفسنا إذا هوجمنا في مواقعنا.
• ونحن مستعدون أن نتحالف مع القوى السياسية المتطلعة لنظام جديد، ملتزمين بالخيار السياسي ووحدة الوطن.
إذا اتخذتم هذا الموقف فنحن على استعداد لهذا التحالف ولإبرامه فوراً وفي المكان المناسب.
رابعاً: هنالك قوى شبابية تناضل لإسقاط النظام عن طريق انتفاضة، أسوة بما حدث في السودان في أكتوبر 1964م وفي رجب/ أبريل 1985م، وأسوة بالحركات الشبابية العربية التي اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي وسائلاً للحركة. هؤلاء ندعوهم للمشاركة الحركية في أمرين: الأول: حملة توقيعات “تذكرة التحرير”، والثاني: تنظيم الاعتصامات في الساحات العامة داخل السودان وأمام سفارات السودان في الخارج.
خامساً: هنالك موقف القوى التي أعلنت في غرة يونيو الماضي أنها تعمل لإسقاط النظام في مائة يوم. هؤلاء الساسة لم يسمعوا بالقول المأثور الحكيم: “اسْتَعِينُوا عَلَى إِنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ”، ومن تدابير النبي صلى الله عليه وسلم رجل الدولة أن يرسل قائداً لمهمة عسكرية ويعطيه مكتوباً على ألا يفتحه ليعلم مهمته إلا بعد تجاوز مسافة معينة، كذلك عندما هم بفتح مكة سار في اتجاه آخر غير طريق مكة، ثم بعد الاقتراب منها أتجه إليها وفي المثل: السواي ما حداث. لقد انتقدنا هذا الموقف الذي لا قيمة له سوى إعطاء أجهزة الامن ذريعة لمعاقبة أصحابه، وبعد انقضاء ربع المدة لم يحرك أصحاب الإعلان ساكناً. نحن أبرياء من هذا الإعلان جملة وتفصيلاً، وننصحهم بالعدول عن هذا النوع من الإثارة التي لا تحقق شيئاً، ونناشدهم الاستجابة لمشروعنا.
سادساً: نقول للحزب الحاكم أنتم مسؤولون عما آلت إليه البلاد، وفي يد الرئيس البشير أن يدرك مدى تدهور الأوضاع ومدى اتساع المعارضة بأطياف مختلفة، ودوره الذي سوف يحفظه له الشعب والتاريخ هو أن يدعو ممثلي القوى السياسية الحقيقيين للاتفاق على برنامج قومي لخلاص الوطن على نحو ما اقترحنا، لينفذه رئيس وفاقي يقود حكماً قومياً لفترة انتقالية إلى أن يوضع الدستور وتجرى انتخابات عامة. نحن على استعداد أن نكفل تجاوب الآخرين مع هذه المبادرة، ومقابل دوره في مخرج آمن للوطن نكفل له مخرجاً آمناً، وأن نحصل على مباركة الأسرة الدولية للخطة الوطنية السودانية. بعض الناس يهزأون بمبادراتنا، ولكنها في كثير من الأحيان كانت صائبة. قلنا الديمقراطية راجحة عائدة، وقلنا إنه بعد الحرب الباردة بين الشرق والغرب سوف تكون المواجهة بين شمال العالم وجنوبه، وقد كان، قلنا اتفاقية السلام لن تحقق مقاصدها بينما انخدع بها الآخرون، وصح ما قلناه. اختلفت دولتا السودان حول ما يدفع للخدمات عن البرميل واقترحنا رقماً هو الذي أبرم عليه الاتفاق، قلنا بضرورة تحكيم أفريقي دولي في تنفيذ المصفوفة وهذا ما اتفق عليه مؤخراً، ودعونا لنظرة إيجابية لسد النهضة الاثيوبي خلافاً لرأي السلطة وها هم يميلون لما قلنا، ووقفوا خارج مفوضية حوض النيل وقلنا بضرورة الدخول فيها وحتماً سوف يفعلون، والروشتة التي نقدمها الآن للسودان سيجد الكافة ألا مخرج سواها، وإذا تجنب القوم الغيرة والحسد سوف يصفون موقف حزبنا بأنه:
بصيرٌ بأعقابِ الأمورِ كأنَّمَا ​​تخاطِبُهُ منْ كلِّ أمرٍ عواقُبُه
اتقو فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
سابعاً: ولكن ربما حال العناد والانفراد دون قبول هذه المبادرة لذلك نحن نعمل منذ اللحظة الحالية على الآتي:
• القيام بحملة التوقيع المليونية على تذكرة التحرير التي تطالب بنظام جديد يحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي الكامل.
• تنظيم اعتصامات مليونية في ساحات البلاد العامة.
• تنظيم اعتصامات أمام سفارات السودان في الخارج.
• نداء واسع للأسرة الدولية لمباركة الإرادة الشعبية السودانية.
ختاماً: نحن نطلق هذا النداء من أم درمان تيمناً بأنها:
– عاصمة دولة السودان الحديثة الأولى.
– مسكن ومرقد على عبد اللطيف.
– مركز مؤتمر الخريجين العام.
– منطلق الحركة الاستقلالية السودانية.
– مكان ميلاد ميثاق أكتوبر 1964م
– مكان ميلاد ميثاق رجب/ أبريل 1985م
ندعو كافة الناس للتوقيع على تذكرة التحرير خلاصة الفرقان الوطني. والتذكرة نصها هو:
تذكرة التحرير:
النظام الذي استولى على السلطة بالانقلاب المخادع، واستمر فيها بالتمكين الاقصائي أفقر الناس، وأهدر حقوق الإنسان، ومزق البلاد وأخضعها للتدويل فاستحق أن يطالب بالرحيل، ارحل. نحن نعمل لإقامة نظام جديد يحرر البلاد من الاستبداد والفساد ويحقق التحول الديمقراطي الكامل، والسلام العادل الشامل، وسيلتنا لتحقيق ذلك التعبئة والاعتصامات وكافة الأساليب المتاحة إلا العنف والاستنصار بالخارج.
نعاهد شعبنا على ما في تذكرة التحرير. التي ندعو الجميع أن يوقعوا عليها. وسوف ننظم اجتماعات حاشدة في كل مكان من أجل التوقيع عليها.
وندعو كافة الناس التأهب للاعتصام في الساحات العامة في اليوم الموعود.
وندعو كافة المهجريين الاستعداد للتوقيع على تذكرة التحرير والاعتصام أمام سفارات السودان، ونقول للنظام: العاقل من اتعظ بغيره، والحكيم من إذا أبصر ما لا بد منه يقول: بيدي لا بيد عمرو.
والله المستعان.

Leave a Reply

Your email address will not be published.