الخرطوم 18 يناير 2018 ـ شدد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية ـ شمال، قيادة مالك عقار، على أهمية انخراط جناحي الحركة في عملية السلام بالبلاد، وصولا الى حل شامل للأزمة.

عرمان يقدم ورقته في المعهد البريطاني للدراسات الاستراتيجية

وتجئ تصريحات عرمان بعد اعلان الوساطة الأفريقية بدء جولة محادثات جديدة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بزعامة عبد العزيز الحلو مطلع فبراير المقبل.

وستركز هذه الجولة على المسائل الخاصة بوقف العدائيات حسبما صرح رئيس مكتب الاتحاد الأفريقي في الخرطوم محمود كان، يوم الثلاثاء.

ويرجح أن تنحصر المفاوضات الوشيكة على قضايا جبال النوبة فقط بدون منطقة النيل الأزرق حيث أدى انقسام الحركة الشعبية الى أن تؤول سيطرة كل جناح على مناطق نفوذه الأصلية.

وقال عرمان في ورقة قدمها للمعهد البريطاني للدراسات الاستراتيجية الأربعاء، إن مفاوضات السلام ضرورية لمخاطبة خصوصيات مناطق الحرب من أجل تحقيق ترتيبات أمنية جديدة، وضمان المواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، ضمن سياق وطني أوسع.

وأوضح أن الحلول الجزئية لم تنجح مطلقاً من قبل ولن تنجح مستقبلاً، وأضاف. "هناك حاجةٌ لتسويةٍ سلمية شاملة، بالإضافة الى الربطِ العضوي بين التحولِ الديمقراطي والتسويةِ السلمية. وأن التجربةُ أثبتت عدمَ إمكانية تحقيقِ سلامٍ مستدام دون التحولِ الديمقراطي".

وشدد عرمان على الوساطة والمجتمع الدولي أن يضعا في الاعتبار اقتضاء عملية السلام "انخراط جناحي الحركة".

وأضاف "أنها يجب أن تكون عمليةً شاملة للجميع وأن تقومَ على أساسِ قرارِ مجلسِ الأمن الدولي رقم 2046، وعلى القراراتِ اللاحقة للاتحاد الأفريقي والوثائقِ التي تم الاتفاق عليها بواسطةِ الطرفين والوساطة، وعلى وجهِ الخصوص الوثيقةُ الإطارية وتلك المتعلقة بوقفِ العدائيات".

ورأى عرمان أن محاولة عزل أي طرفٍ من الأطراف ستؤدي الى تكرار تجربةِ الماضي في أبوجا وغيرها، "مما يشجع على استمرار الحربِ ويخلق شكوكاً حول العملية نفسها".

وأعلن استعدادهم لتقديمِ أفكارٍ جديدة حول كيفيةِ العمل سوياً مع الطرف الآخر ـ جناح الحلو ـ ومع الوساطة.

ونوه عرمان الى أنهم لا يتطلعون الى قسمةٍ للسلطة والثروة في ظلِ استمرار الوضع القائمِ حالياً.

وأضاف "لكننا نتطلع بدلاً عن ذلك الى وضعيةٍ تضمن صيغةً لقسمةِ السلطة والثروة لصالح تمكينِ الناس المهمشين العاديين وليس النخب. لم تعد لدينا رغبةٌ في قسمةِ السلطة مع الحكومةِ الحالية. لكننا نرغب في تحقيق سلامٍ دائمٍ وقابلٍ للاستدامة".