Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

(يونسيف): الحرب تحرم 3 ملايين طفل سوداني من الإلتحاق بالمدارس

الخرطوم 3 سبتمبر 2015 ـ قال تقرير حديث لـ “اليونسيف” إن قرابة أربعة عقود من الحرب بالسودان تسببت في حرمان أكثر من 3 ملايين طفل من الإلتحاق بالمدرسة، حيث مثل النزاع عاملا رئيسيا في الدفع بالفتيان والفتيات خارج الفصول الدراسية في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

صورة لحفرة أحدثتها قذيفة وقعت في فناء مدرسة اليرموك بمدينة كادقلي في 8 أكتوبر 2012
صورة لحفرة أحدثتها قذيفة وقعت في فناء مدرسة اليرموك بمدينة كادقلي في 8 أكتوبر 2012
وتقاتل الحكومة السودانية، متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ العام 2011، فضلا عن مجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 12 عاما.

وأشار التقرير الصادر، الخميس، باسم “التعليم في خط النار” إلى أن السودان استضاف زهاء 50 ألف من الأطفال اللاجئين من جنوب السودان الذين فروا من العنف الدائر في بلادهم منذ ديسمبر 2013، ولا يتلقى سوى الثلث منهم ممن هم في سن الدراسة أي نوع من التعليم.

ووفقا للتقرير، تعد الهجمات التي تشن على المدارس والبنية التحتية التعليمية، والمتعمدة في بعض الأحيان، إحدى الأسباب الرئيسية التي تحول دون التحاق الكثير من الأطفال بالمدرسة فى أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأفاد أن في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، حوالي 9 ألاف مدرسة لا يمكن استخدامها جراء تعرضها للضرر أوالدمار او لأنها أصبحت تستخدم ملجأً للعائلات النازحة أو كمقراً لأطراف النزاع.

ويحول ازدياد النزاعات والاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دون التحاق أكثر من 13 مليون طفل بالمدرسة، وفقاً لتقرير اليونيسف، الذي يسلط الضوء على مدى تأثير العنف على أطفال المدارس وأجهزة التعليم في تسع بلدان متأثرة بالعنف بشكل مباشر أو غير مباشر، تشمل: “سوريا، العراق، لبنان، الأردن، تركيا، اليمن، ليبيا، السودان ودولة فلسطين”.

ويقول التقرير “من العوامل المؤثرة الأخرى التي تدفع آلاف المعلمين إلى التخلي عن وظائفهم أو عزوف الآباء عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة الخوف مما قد يحدث في الطريق الى المدرسة أو في المدرسة نفسها”.

ودعا التقرير المجتمع الدولي والحكومات المضيفة وصنّاع السياسات والقطاع الخاص والشركاء الآخرين إلى تخفيض عدد الأطفال خارج المدرسة من خلال توسيع خدمات التعليم غير الرسمي خاصةً للأطفال الأكثر هشاشةً وعرضة للخطر.

وطالب بتقديم المزيد من الدعم لأجهزة التعليم الوطنية في البلدان المتأثرة بالنزاع والمجتمعات المضيفة لتوسيع مساحات وأماكن التعلم وتوظيف وتدريب المعلمين وتوفير المواد التعليمية، ونصح بحشد الجهود من أجل الاعتراف وتقديم الشهادات للتعليم غير الرسمي في الدول المتأثرة من الأزمة السورية.

ونبه التقرير إلى أن هناك أكثر من 700 ألف طفل من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة جراء الضغط الذي حل بالبنية التحتية في دول الجوار التي أصحبت غير قادرة على تحمل أعباء الطلاب الإضافيين.

وحسب المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بيتر سلامة: “يمس التأثير المدمر للنزاع بالأطفال في جميع أنحاء المنطقة”، وزاد: “لم تقتصر الأضرار على البنية التحتية للمدرسة فحسب، بل امتدت لتشمل جيل كامل من أطفال المدارس يشعرون بالاحباط بينما يشهددون تحطم آمالهم وطموحاتهم المستقبلية”.

ويسلط التقرير الضوء على مجموعة من المبادرات في هذا الصدد بما في ذلك استخدام التعلم الذاتي وتوسيع مساحات وأماكن التعليم التي تساعد الأطفال على التعلم حتى في أكثر الظروف قساوةً ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى عدم تلقي التعليم التمويل الكافي من المانحين، رغم أن الأطفال والآباء والأمهات العالقين في النزاعات يعتبرون التعليم أولوية رئيسية.

وبحسب التقرير، أطلقت اليونيسف وشركائها عام 2013 مبادرة “لا لضياع جيل” أملاً في حشد المزيد من الدعم الدولي لاحتياجات التعليم وحماية الأطفال المتأثرين بالأزمة السورية.

Leave a Reply

Your email address will not be published.